العلم و الحرمان بين عكّار

تبقى عكّار المحافظة الأكثر تهميشاً على صعيد الوطن،

فهي من أكثر المناطق التي عانت و لا تزال تعاني من حرمان و تجاهل الدّولة….

الحرمان الّذي يطال كل المناطق العكّارية على حدّ سواء ليس نتيجةً لجهل أبنائها، فالشباب العكاري اليوم و الذي همّشته الدولة

اللّبنانية، لاقى تقديراً ذا أهمية كبرى في الخارج على صعيد العلم و المهنة، حيث برع بالتفوّق العلمي و المهني خصوصاً في دول

الخليج ،كما في سائر دول العالم.

لِما على الطالب العكّاري عند انتهاء مرحلة الدراسة الثانوية، أن يضطر لترك منطقته أو وطنه للسير في مشواره الجامعي؟

منذ ولادة الطفل العكاري و هو يسمع جملة <حيصير عنّا جامعة بعكار>.

كبر الطفل تلو الاخر و لا تزال وعود الدولة اللّبنانيّة ببناء الجامعة قائمة حتى اليوم، حيث يضطّر الطّالب العكاري عند انطلاق التّعليم

الجامعي أن يشدّ رحاله و يودّع أهله للانتقال لمنطقة اخرى في الوطن ، و ربما للانتقال لخارج الوطن.

ومن بين الطلاب العكاريين من يفضّل او يكون مضطراً للبقاء في منطقته ،

و لكن ثمّة تهميش وطني يجبرهم للنزول للجامعة يوميّا،

حيث انّ أقرب منطقة في عكار تبعد حوالي السّاعة و النّصف عن الجامعة الاقرب بالنسبة لهم، و هي الجامعة اللّبنانيّة في طرابلس.

هذا عدا عن انّ الجامعة في طرابلس لا تشمل جميع الاختصاصات،ا لأمر الّذي يجبر الطّالب امّا على الانتقال الى بيروت، وامّا لتغيير

الاختصاص الذي يحلم و يبرع فيه.

لقد تمّ بناء أكثر من جامعة خاصّة في عكّار بالسّنوات الاخيرة، و لكن هل باستطاعة الطالب العكاري ان يدفع أقساط هذه الجامعات؟ّ

من الشائع أنّ الجامعات الخاصة هي من نصيب الطبقة الغنيّة دون سواها في لبنان، اذ تبدأ الأقساط من 2000 دولار أميركي للسنة

الواحدة، كما و تختلف التكلفة من جامعة لأخرى.

امّا في الجامعة اللّبنانيّة،

فالأقساط شبه مجانيّة، لذلك يلجأ اليها أغلب الطلّاب العكّاري،و كما لا يمكننا أن نتجاهل أهمية شهادة الجامعة

الوطنية المعترف بها عالميّاً رغم قدراتها المحدودة والانماء المفقود.

فثمّة فرق كبير بين كلفة التّعليم الرسمي و الخاص ،حيث توفّر الجامعة اللّبنانيّة فرص تعليم لأغلبية الشّعب اللّبناني للحدّ من الجامعة

الخاصة الّتي عادةً تكون مستوياتها محدودة نوعاً ما بينما أقساطها مرتفعة.

و يمكننا أن نذكر أنّه و بالّرغم من أقساط الجامعة اللّبنانية الشّبه مجانيّة،

فهناك عدد لا بأس به من الطلاب في عكار لم يكن بمقدورهم

دفع التكلفة، ما يدفعهم لطلب المساعدة كي لا يفوتهم العام الدّراسي.

من حق الطالب اللبناني أن ينال تعليمه مجاناً ،

فهذا أبسط ما يمكن للدّولة أن تقدّمه لأبنائها،فالتعليم حقّ مكتسب لجميع سكّان الأرض

يبقى تحقيقه في لبنان حلم الطّلّاب و أهلهم على حدّ سواء.

حتّى اليوم ما زال الحراك العكّاري يرفع الصّوت للمطالبة بانشاء فرع للجامعة اللبنانية في عكّار عسى أن تساعدهم في تحسين ظروف

معيشتهم، و الّتخفيف من الحرمان الّذي يطالهم.

هل ستدخل الجامعة قيد التّنفيذ ؟ أم سيُحتّم على الشّاب العكّاري أن يكون امّا مشروع شهيد،و امّا طالب مهاجر؟

Exit mobile version