اخبار محلية

معاناة اللاجئين السّوريين في ظلّ تفاقم الأزمة اللبنانية

مع بدء الحرب السّوريّة في منتصف شهر مارس من العام 2011، نزح أكثر من مليون سوري الى لبنان، و انتشروا على مختلف أراضيه.


يعيش النّازحون السوريّون في لبنان مأساة لامثيل لها، إذ يسكنون في مخيّمات تفتقر لأدنى مقوّمات العيش،

و يعانون من فقر و عوز شديدين.


أدّت الأزمة الإقتصاديّة التي عصفت بلبنان، و انهيار اللّيرة اللّبنانية مقابل الدّولار، إلى تعاظم معاناة اللاجئين في المخيّمات،

اذ أنّ مفوضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، سُجل لديها حوالي المليون لاجئ سوري كانوا يعتمدون على مساعدات دولية مدفوعة بالدّولار.


لكن اليوم و مع اشتداد الأزمة اللّبنانيّة، لم يعد بإمكان المفوضيّة دفع القسائم بالدولار،

و اصبحت تدفع بالليرة اللبنانيّة، و بالتالي أصبح الدّعم المتوفّر لهؤلاء اللّاجئين ضئيل جدّاً.


رغم المساعدات الانسانية الاوروبية الممنوحة للّاجئين في لبنان، إلّا انّ معاناتهم تتفاقم يوماً بعد يوم،

في ظلّ الشّلل الاقتصادي لبلد الملجئ.


عملت المفوضية على تقديم مساعدات كبيرة، كما و بذلت جهداً أكبر لتوسيع نطاق مساعداتها خصوصاً في فصل الشتاء.


فهل انقذت هذه المساعدات خيم النّازحين من الغرق؟


زادت العواصف الّتي شهدها لبنان، من تواتر حدّة المعاناة في ظلّ النقص الحاد في مواد دعم الخيم،

و افتقار سبل التدفئة و الإيواء

.
يقف السّوريون أمام خيمهم المتهالكة، الّتي فقدت أجزاء منها جرّاء الرياح العاتية، و التي غرقت في وحل الشتاء، مكتوفين الأيدي ليس

باستطاعتهم التّخفيف من حدّة العاصفة، كما و لم يكن بمقدورهم تأمين أدنى مقوّمات عيش الإنسان.

ففي المناطق الجبلية كبلدة عرسال مثلاً، يعاني اللّاجئون من حياة مأساويّة شتاءً، اذ تصل درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، حيث

أنّهم عاجزون عن تأمين مواد التّدفئة من مازوت و حطب و غير ذلك، بسبب الغلاء الفاحش الذي تمر به الدولة اللبنانية،

الأمر الّذي أدّى لموت بعض أطفالهم نتيجة البرد القارس.


رغم كل ما عانى منه النّازحون من فقر و عوز في السّنوات الساّبقة، تبقى السنتين الأخيرتين،

من أخطر السّنين التي مرّت على لبنان، منذ الأزمة السّورية حتى اليوم.


كيف ستعمل الدّولة اللّبنانيّة العاجزة عن تأمين الرّغيف لمواطنيها، على مساعدة اللاجيئن في أراضيها؟


و في ظلّ عدم قدرة السوريين على العودة إلى وطنهم الأمّ، فإلى أين سيذهب هذا الشعب الّذي يطارده الذلّ و الموت أينما لجأ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى