منوعات

التوك توك..نعمة أم نقمة؟

التوك توك ظاهرة منتشرة في مختلف بقاع الأرض، و غالباً ما نراها في المدن و الأحياء الفقيرة، حيث ظهر في البلدان العربية مع أوائل القرن الواحد و العشرين، ففي مصر مثلاً كان أول ظهور للتوك توك في العام 2005، حيث اعتمده الناس كوسيلة للتنقّل، و بدأ ينتشر في السنوات التالية بشكل كثيف في الشوارع و الأحياء المصرية، و قد وصل عدد التوك توك في مصر الى الخمسة ملايين في العام 2018 حسب احصائات وزارة النقل.


ليست مصر الوحيدة من بين البلدان العربية التي انتشرت فيها ظاهرة التوك توك،

بل شاهدنا وجود كثيف لهذة الآلة في شوارع العراق أيضاً،

حيث تصدّرت وسائل النقل في البلاد التي شهدت حركة ناشطة لهذه الوسيلة، و خاصةً في أيام الثورات و الحروب،

اذ يعمد المواطنون لنقل الجرحى و المصابين الى المستشفيات فيها،

بالإضافة الى إستخدامته في التنقل والأعمال الصغيرة والمتوسطة.


مصر و العراق كغيرهما من البلدان العربيّة النامية التي استخدمت التوك توك كوسيلة للنقل لتُعيلهم نوعاً ما على تأمين لقمة العيش.


فماذا عن التوك توك في لبنان؟


مع تردّي الأوضاع الاقتصادية و المعيشية التي تتزايد أكثر و أكثر مع مرورالوقت، لم يعد بإمكان المواطن اللّبناني المعتاد على حياة الرفاهية و البذخ أن يعيش كما السابق،

حيث أُجبر اليوم على التّخلي عن أمور كثيرة و جعلها من الماضي،

و استبدالها بأمور أقل كلفة تكون مصدر رزقه علّها تساعده على تأمين متطلّبات الحياة و.


منذ العام 2016 بدأ التوك توك الصيني الصنع بالظهور في لبنان،

و خصوصاً في المناطق الفقيرة كطرابلس (التبانة و الحدّادين) و الضاحية الجنوبية، لكن وجوده كان ضئيلاً في تلك الفترة.


التوك توك وسيلة نقل أقل كلفة، فسعرها لم يتجاوز ال2500 دولاراً، كما و أنّ مصروفها من البنزين ضئيل جدّاً،

الأمر الذي دفع باللبنانين للإقبال عليها و اعتمادها وسيلة نقل لعائلاتهم، فيما اعتمدها البعض بسطةً لبيع القهوة و العصائر و خدمات الديلفيري، فيما إعتمدها آخرون كسيّارة أجرى،

و لاقت الخطوة الأخيرة رواجاً من المواطنين في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر فيها البلد، حيث أن كلفة تنقّل المواطنين عبر وسيلة التوك توك باتت أقل كلفةً عن تكلفة سيّارات الأجرى التي أصبحت بدورها مكلفة جدّاً،

كما و أنها تستطيع توصليهم لأمام منازلهم نظراً لصغر حجمها الذي يسمح لها بالدخول الى الأزقّة و الشوارع الضّيقة.


سعر التوك توك المتدني وسهولة الحصول عليه سمحت للكثيرين إمتلاكه وإستخدامه كباب رزق جديد لهم،

ولكن لا بد من التذكير بمطلب عدد كبير من الجمعيات التي طالبت بتنظيم بيع هذا النوع العربات

وحصر بيعه و قيادته بمن يمتلكون رخص قيادة حفاظاً على السلامة العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى