اخبار محلية

معالم لا بدّ من زيارتها في صيدا

تقع مدينة صيدا على بعد 45 كلم الى الجنوب من بيروت وتعتبر من اعرق مدن الساحل اللبناني، بيد أن تاريخها القديم ما زال يكتنفه الغموض بسبب قلة اعمال التنقيب الأثرية التي تناولتها من جهة، و الهدر الذي تعرض له تراثها من جهة ثانية ، ولا سيّما في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

واذا كانت عاصمة الجنوب وثالث المدن اللبنانية قد تحولت اليوم الى مركز عمراني نشِط،

فإنها ما تزال تحتفظ بالكثير من خصائص المدن الساحلية التقليدية، فهي مدينة مفتوحة على البحر من خلال مرفأ ي

حتل المرتبة الثالثة بين مرافيء لبنان، وتشرف عليها قلعة تاريخية تعود الى القرون الوسطى،

فيما تحيط بها مزروعاتها و بساتينها المغروسة موزاً وحمضيات. أما أحياؤها القديمة، فما تزال تعبق بأريج القرون الوسطى،

فيما تنتشر على جوانب طرقها الرئيسية المحال الحديثة التي تتكدّس فيها جميع انواع البضائع و الحلويات .

فماذا عن أهم المعالم الموجودة في صيدا؟

1- قلعة صيدا البحرية: يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى القرن الثالث عشر، فعلى احدى الجزيرات المواجهة للمرفاْ الشمالي ، أقام الصليبيون قلعة صغيرة تتصل بالشاطی ، بواسطة جسر حجري ، نصفه ثابت ونصفه الآخر متحرك، ولم يبق من آثار الجسر القديم الا الدعامة الشمالية المدنية، وهي الأقرب الى القلعة، أما الدعامتان المدببتان الأخريان ، فقد تم ّبناؤهما على الطراز عينه في أيام الانتداب الفرنسي على لبنان ، بعد أن دمرتها عاصفة هوجاء عام 1936، والى فترة الانتداب عينها يعود تاريخ بناء الدعائم الاخرى القريبة من الشاطيء. أما القلعة فقد شيدت على مراحل ہین عامي 1227و 1291م، واستعملت في بنائها حجارة و عناصر بنائية أخرى تم اقتلاعها من أبنية تعود إلى فترات سبقت العصر الصليبي، وتظهر حالة القلعة الحاضرة الاضافات والترميمات التي طرأت عليها في عصر المماليك، ولا سيما منها البرج الغربي، أما المسجد الصغير الذي يقع على مقربة من بقايا كنيسة القلعة الصليبية ، فيعود إلى العهد العثماني، وقد أقيم بعد سنة 1840 ، وهي السنة التي تعرضت فيها القلعة للقصف من قبل البحرية البريطانية .


2- استراحة صيدا: وهي منشأة سياحية تقع على شاطىء البحر بمواجهة القلعة البحرية و تابعة لوزارة السياحة،
تديرها حاليا شركة خاصة كمطعم، كانت في الاصل دار سكنية و هي ما تزال تحتفظ بعقودها القديمة.


3- المرافيء القديمة: كان لصيدا في ما مضى مرفآن، احدهما ينفتح باتجاه الجنوب ،

وقد عرف لهذا السبب بالمرفأ المصري، وكان يقع في مواجهة القلعة البرية و تلة المريق،

وهو اليوم مطمور تحت الرمال ، أما المرفأ الشمالي ، الذي ما زال بعضه يُستعمل حتى اليوم ،

فقد عمد الأمير فخر الدين الى تعطيله قبيل أسره على يد السلطات العثمانية ستة 1633 لمنع اسطولها من الدخول اليه .


4- الأسواق: تقع أسواق صيدا داخل المدينة القديمة، في الحوز القائم بين قلعة البحر من جهة و قلعة البر من جهة أخرى ،

وما زالت تحتفظ بأزقتها وعقودها وحرفها الموروثة و المتوارثة منذ القرون الوسطى .


5- خان الرز: و هو صورة مصغرة بالشكل والطراز عن خان الأفرنج ،
وهو ايضاً من ابنية عهد الامير فخر الدين المعني الثاني، وقد استخدم مأوى للمسافرين ومستودع للرز المستورد من مصر.

6-خان الإفرنج : هو واحد من عدة خانات أقامها الأمير فخر الدين المعني الثاني في بدايات القرن السابع عشر لاستقبال التجار والبضائع، و يتألف من فناء داخلي مستطيل يتوسطه حوض مياه ، ويحيط به طابقان، الأرضي اللبضائع والدواب والعلوي للنزلاء، وقد كان هذا الخان مرکز النشاط التجاري في صيدا حتى القرن التاسع عشر، ثم تحول إلى مقر الآباء الفرنسيسكان ، فإلى ميتم للبنات تديرة جمعية راهبات “مار يوسف الظهور” . أما اليوم فيشغله بعد ترميمه سنة 1992 المركز اللبناني الفرنسي للحوار الثقافي الاوروبي العربي كما و تقام فيه عدة نشاطات ثقافية ، فنية وتراثية كما الندوات والمؤتمرات والمعارض .


7- القلعة البرية: ويطلق على هذه القلعة ايضا اسم “قلعة القديس لويس ” ملك الفرنجة الذي قاد الحملة الصليبية السابعة (1245- 1254)، وأمر بترميم عدد كبير من القلاع وتحصينها ،

ومن بينها قلعة صيدا . وتحتل هذه القلعة قمة التل القديم الذي يشرف على المدينة من ناحيتها الجنوبية ويختزن في جوفه بقایا مراحل تاريخها المتعاقبة، وقد اقيمت القلعة في هذا الموقع على أنقاض قلعة اخرى، وتنسب إلى الخليفة المعز،

و القلعة اليوم خربة ، ولم يبق فيها الكثير من آثار البناء الصليبي،

بسبب اعمال الترميم التي طرأت عليها في الفترات اللاحقة والتي كانت تستعمل فيها الحجارة الصغيرة الحجم والرديئة،

ويبدو أن الجزء الأكبر من هذه الترميمات يعود الى أيام الأمير فخر الدين المعني الثاني.


هذه المعالم و غيرها الكثير تبرز جمال هذه المدينة التي تغنى بها الشعراء:


صيدا على أكتاف الجبل أرخت جدايلها
و أرجالها عز و فخر تحمي مجادلها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى