اخبار محلية

في “زمن المِحِل” باسيل يحاضر بالعفاف السياسي والجمهورية عالقة “على كلمتين”

المصدر لبنان 24

من مفارقات” زمَن المِحِل” ان الجمهورية  اللبنانية باتت عالقة على كلمتين: “تشكيل او اعتذار” ، والمواطن  عالق بين شاقوفي العيش بالذل الى حد الموت،  او الهجرة. وبين الخيارين وطن ينزف ويستغيث ولا مِنْ مجيب.

انه زمن يشبه “زمن المِحِل” الذي عاشه اجدادنا أيام الحرب العالمية الاولى، حيث يبست الارض وأكل الجراد الاخضر واليابس، فمات مَنْ مات جوعا  او اعداما ، ومَن استطاع أن يملا جوفه بفتات الخبز او خبز الشعير، بقي على قيد الحياة ، لكنه حفظ لاجيال وأجيال صور تلك المرحلة المؤلمة.

وها نحن في زمن” العهد القوي” نستعيد التجربة ذاتها مع فارق اساسي ان الجوع اتخذ شكلا آخر. فعندما تعجز العائلة عن تأمين  أقل من الحد الادنى من متطلبات العيش ، فهذا “نوع جديد” من الجوع. وعندما  تلغي العائلة وجبة اللحوم من قاموسها، فهذا جوع. وعندما يصبح الهم اذا كان بالامكان تأمين ربطة الخبز وحبة الدواء، فهذا هو الذل بعينه.وعندما يقف الناس بالطوابير للتزود بالوقود فهذه سادية موصوفة يمارسها اهل السلطة في حق الشعب.

لكن المقاربة وسط هذه الصورة ان جميع المعنيين يعيشون حالة انكار فظيعة لكل ما يجري، ويتصرفون على اساس ان الوقت لا يزال متاحا لمزيد من المناورات السياسية لتحصيل”وزيرين من هنا وثلثا معطّلا من هناك”.

وفيما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري يواصل مشاوراته لتحديد الموقف  النهائي الذي سيتخذه،وتكثر التكهنات والتحليلات حيال ما ستؤول اليه الامور، كانت لافتة ومستَفِزة اليوم مطالعة النائب جبران باسيل التي حاضر فيها “بالعفاف الحكومي والسياسي”، وكأنه يحمّل”الاشباح” مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، فيما الحقيقة ان المعطّل”ظلال بشرية” تسكن الاروقة وتسترق السمع من خلف الابواب وتدير المفاوضات سرا في الغالب، وجهارة عندما تدعو الحاجة.

باسيل الذي “ذرف الدموع” عند الحديث عن اعتذار الحريري قائلا “نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر”، عاد وكشف القطبة المخفية التي زادت التعقيدات الحكومية  تعقيدا فقال” في  الماضي تفاهمنا مع الحريري على الكثير من المواضيع، وبإمكاننا اليوم الاتفاق، ولا شيء من جهتنا يمنعنا من التفاهم معه، وأنا جاهز كما في السابق للنقاش في كل الأمور وسنجد مساحة مشتركة تصبّ في مصلحة الجميع”. ولم يفُت باسيل في ختام “محاضرة العفاف السياسي” ان يطرح السؤال”لماذا الاعتذار ؟”

وعلى خط مواز لا تزال بورصة التكهنات  ناشطة حول “الخيارات البديلة” في حال اعتذار الرئيس الحريري. وكان لافتا اصرار البعض، عن قناعة او بطلب ما  ولاهداف معروفة، على طرح اسم الرئيس  نجيب ميقاتي لتولي المهمة، ونسج الروايات  الواهية عن اتصالات تنسيقية يجريها وعن شروط يضعها، فيما حقيقة الامر المؤكد لديه والمكرر  اكثر من مرة علنا انه متمسك بدعم الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك “من باب التسلية السياسية والاعلامية او البالونات السياسية المعتادة عند كل مرحلة تشكيل حكومية”.

ويؤكد الرئيس ميقاتي” ان ما يثير الغضب والريبة استمرار البعض في عرقلة مهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وإفشال المساعي التي يبذلها الرئيس نبيه بري لتقريب وجهات النظر والتوصل الى حل”.

واذ يجدد “دعوة جميع الأطراف الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وفق القواعد الدستورية الواضحة”، يعتبر” ان  المماطلة والتأخير ووضع الشروط يتسبب بمزيد من الاستنزاف الذي لا قدرة لأحد على تحمّله”.

ويعتبر ” أن الاعتذار عن التكليف بتشكيل الحكومة هو اليوم بمثابة انتحار سياسي”، لافتاً الى “وجوب تغيير العقلية الاستئثارية والالغائية السائدة ضمن فريق العهد للإسراع في معالجة الكثير من الملفات بالسرعة والحزم المطلوبين، ولكي ينطلق الجميع بالتكافل والتضامن في مسيرة الإنقاذ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى