اخبار محلية

رح نلحق باسيل عَ باب الدار

المصدر: لبنان 24

إذا أردنا أن نأخذ كلام رئيس”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بحرفيته، وإذا كنا سذاجًا سياسيًا، ونصدّق ما يُقال لأسباب لم تعد خافية على أحد، فإن الحكومة يجب أن تُشكّل اليوم قبل الغد، إذ لا مانع بعد اليوم يحول دون قيام حكومة متفق عليها بين الرئيس سعد الحريري وباسيل تمامًا كما كان يحصل في السابق، على حدّ قول الوكيل الشرعي لرئيس الجمهورية الموكلة إليه مهمة هندسة التركيبة الحكومية وفق “وحدة المعايير” و”حفظ حقوق المسيحيين”. 

وقبل أن يمحو الليل كلام النهار الباسيلي نصح بعض الخبثاء السياسيين الرئيس الحريري بضرب الحديد وهو حامٍ، وأن يلحق باسيل على باب الدار، وذلك ليبيّن للسامع ولغير السامع الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولكي يكشف حقيقة المواقف، إذ أن ثمة تناقضًا واضحًا بين ما يُقال علنًا وعلى رؤوس الشواهد وبين ما يُقال ويُعمل له في السرّ ومن تحت الطاولة. وقد بدا ذلك جليًا من خلال الإتصالات التي أجريت من وراء الكواليس بعدد من المرشحين المحتملين لخلافة الرئيس الحريري في حال إقدامه على الإعتذار، وهذا ما يريده البعض ضمنًا، وإن كان الكلام الإستهلاكي مغايرًا تمامًا لواقع الأمر. 

ما قاله باسيل لم نألف له مثيلًا في الحياة السياسية من قبل، وهو ما يمكن إدراجه في كتاب “غينيس”، من حيث التناقض الفاضح بين المضمور والمعلن، إذ تحّول بين ليلة وضحاها من “دونكيشوتي ” يصارع طواحين الهواء، إلى تلبس حالة “الشيزوفرانيا السياسية” بإمتياز. 

فمن يقارن بين مواقف باسيل التي كان يكررّها في كل إطلالة إعلامية له ضد الحريري وفريقه السياسي وإتهامه بمصادرة حقوق المسيحيين، حتى أنه إستعان بـ”صديقه” السيد حسن نصرالله، ليستعيد هذه الحقوق، وقال له بما معناه: أنا أقبل ما تقبله لنفسك. ومن ساواك بنفسه ما ظلمك، وبين ما قاله بالأمس يكتشف أن صاحب القولين ليسا نفس الشخص، إذ لا يمكن بين ليلة وضحاها أن تنقلب المواقف 180 درجة دفعة واحدة من دون سابق إنذار. 

ما أعلنه باسيل بالأمس يناقض كليًا ما كان يعلنه في السابق وما لا يزال يضمره، خصوصًا أن بعض “مجالس الأمانات” تفضح ما يُهمس به، لأننا نعيش في بلد ليست فيه اسرار، وأن رادارات البعض “شغالة” 24 ساعة على 24، من دون توقّف. 
من قرأ تصريح النائب باسيل لم يصدّق ما يقرأه، وهو حاول أن يفرك عينيه أكثر من مرّة ليتحقق من أنه لا يحلم، وأن ما يقرأه هو حقيقة وليس وهمًا. 

قرأنا ما قرأناه مرًّة وأثنتين للتأكد من أن ما يُقال ليس مزحة، أو أننا لسنا في أوائل نيسان، وإن كنا نعيش هذه الأيام وكأن كلها “نيسانية”.  

ولكي لا نُتهم، كما دائمًا، بأننا نتحامل على الرجل، وهو “الذي يحمل همّ المسيحيين على منكبيه”، نستعيد وإياكم ما قاله، ولكم أن تحكموا. قال: أنّ “اعتذار الحريري عن عدم التشكيل هو خسارة بالنسبة الينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل، ومستعدون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار”. 
على أي حال، سواء أكان كلامه هذه المرّة صادقًا أم لا، ولئلا يُقال إننا نحمل دائمًا السلمّ بالعرض، قررنا أن نلحق الرجل على باب الدار. الدعوة عامة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى