اخبار محلية

شيعة.. شيعة..

المصدر: mtv

ارتفعت هتافاتٌ بين المعتدين على بلدة مغدوشة، من أبناء عنقون. صرخوا “شيعة… شيعة”، وهم يحطّمون ويضربون. ليست المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه الهتافات، ونخشى ألا تكون الأخيرة.

كلّ محاولة لتمييز طائفة، بإشارةٍ أو شعارٍ أو هتافٍ، هي فعلٌ جرميّ. ولو كنّا نعيش في دولة بدل هذه المزرعة، لسُجن من يستخدم شعاراً طائفيّاً في غير مكانه الطبيعي. لكنّ الهتافات الطائفيّة تحمي في هذه الأيّام مطلقيها.
من يهتف “شيعة… شيعة” لا يختلف عمّن يرسم صليباً على بندقيّته. شبعنا مشاريع جنون في الطوائف كلّها. كان الأمر مباحاً، ربما، في زمن الحرب حيث يدافع الشباب عن مناطقهم في وجه “الغريب” من الطائفة الأخرى والمنطقة الأخرى.
انتهت الحرب منذ زمنٍ طويل، ولو أنّ روحها تسكن في أذهان بعض الأغبياء، وتتجوّل مع البعض على دراجاتهم الناريّة. ولكن، هل يُترك الأغبياء على راحتهم، أم أنّ مرجعيّاتهم السياسيّة والدينيّة مطالبة بمنع جنوحهم نحو ما قد يعيد البلد الى مظاهر حربٍ وتقسيم وحواجز هويّة؟

الشيعي جائع اليوم، كما السنّي والدرزي والمسيحي. والبنزين مقطوعٌ عن الطوائف كلّها، ومثله المازوت. وحليب الأطفال مرتفع الثمن على الجميع. لن تجد على العبوة عبارة “مدعوم للأطفال الشيعة”.
كلّنا في الهمّ واحد، وفي الخيبات من هذا الوطن وسياسيّيه. فكفى حماقةً وتعصّباً للطائفة. تعرّفوا على الآخر، بعد ثلاثين سنة على انتهاء الحرب. دعونا نحبّكم ولا تدفعونا الى كرهكم. لا تختذلوا طائفةً أنجبت كباراً. في الأمس أحيينا ذكرى الإمام موسى الصدر. تعالوا الى كلمةٍ سواء. الى “لبنان… لبنان”، بدل “شيعة… شيعة”…
ماذا سينفعنا إن ربحنا الطائفة وخسرنا الوطن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى