اخبار دولية

الفرنسيون سمعوا “كلمة سر” عربية بشأن لبنان… ما هي؟

المصدر: النشرة

لم تأت خطوات المملكة الأردنية الهاشمية تجاه سوريا من فراغ، ولم تكن وليدة صحوة عمّان المفاجئة نحو دمشق. هناك تدرجٌ في تلك الخطوات، ركيزتها الأساسية لقاءات الملك عبدالله الثاني مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، حيث توصّلت الإجتماعات الى خلاصة مفادها وجوب اعادة ترميم الإقليم، إبتداء من دمشق.
تُدرك واشنطن ان الحرب على سوريا أدّت إلى إضعاف دمشق إقتصادياً، لكن الأزمة لم تستطع كسرَ السوريين لا سياسياً ولا عسكرياً. الأهم أن الأميركيين بات لديهم اولويات استراتيجية أكثر جدوى وأهمية مما يجري في هذا الإقليم: التفرّغ لمواجهة التمدد الصيني العالمي. ومن هنا جاء التوافق الأميركي-الروسي ضمنياً على وجوب اعادة ترميم النُظم الاقليمية بما يمنع وجود مجموعات تهدّد النظام العالمي. لذا، جاءت خطوة الانسحاب الاميركي من افغانستان ضمن سلسلة الانسحابات العسكرية الاميركية، على وقع تسويق مشروع يالطا جديد في الإقليم.
يمكن ادراج المحطّات السياسية ضمن أجندة المشروع:
-تواصل خليجي-ايراني، لإنهاء الخلافات بين طهران وعواصم خليجية.
-إتمام المصالحة بين دول الخليج.
-تواصل سعودي-تركي بعد قطيعة.
-تولّي الاردن تنفيذ تعاون اقتصادي سياسي في الاقليم بمباركة أميركية.
-إعادة التموضع العربي بشأن سوريا، والتوجه دولياً لرفع العقوبات تدريجياً عن دمشق.
-دعم دولي للخطوات العراقية التسووية في الإقليم.
-محاولة وضع ملف الحدود اللبنانية الجنوبية على طاولة المفاوضات، لبت أمر حقول الغاز، من خلال الضغوط الاعلامية والتقنية بشأن التنقيب في البحر، وتعيين موفدين اميركيين جدد لاعادة الحياة الى مشروع التسوية المجمّد.
– سعي واشنطن للحصول على ضمانات، لا أكثر، من إيران بشأن أمن إسرائيل.
– إرتياح الروس في كل ساحات المنطقة، وطرحهم انهاء الملفات الميدانية الساخنة: ادلب مثالاً. ويتوقع ان تتعامل تركيا بواقعية مع الطلب الروسي بتسهيل فرض الحل في شمال سوريا.
كل تلك المحطات يراقبها لبنان، خصوصاً أن مصلحته تقضي بأن تعمّ التسويات الإقليمية، وقد وصلت معلومات الى بيروت مفادها أن الفرنسيين حاولوا إقناع دول عربية بإعادة الإنفتاح على لبنان، فكان الجواب: سوريا هي المدخل لاعادة ترتيب العلاقات مع بيروت.
ماذا يعني ذلك؟ يوحي الجواب بأن العرب يهتمون بدمشق على قاعدة ان الاولوية ستكون لسوريا، فيُصبح لبنان بمثابة “تحصيل حاصل”، وهي نظرية سبق وان روّجت لها إحدى العواصم العربية منذ اكثر من سنة. لكن الموانع الأميركية أجهضت مشاريع الانفتاح الخليجي الدبلوماسي والسياسي تجاه سوريا. الآن حان الوقت لإعادة طرح هذه النظرية، فجاءت الاشارة من مصر والاردن بتدخل اقتصادي تعاوني (كهرباء وغاز) داعم لسوريا يستفيد منه لبنان، لا العكس ابداً.
كما ان الجغرافية السورية قادرة على لعب الدور الاساسي في الحرب وفي السلم، في المواجهات وفي التسويات. انه زمن تدرّج دمشق نحو الارتياح، مع فارق ان تداعيات الحرب تُلقي بظلّها إقتصادياً ومعيشياً حالياً في مسار اعادة التقاط الأنفاس والخروج التدريجي ايضاً من نتائج الأزمة، ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى