منوعات

الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي …حقلُ ألغامٍ يومي!

تتفاعل في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين النقاشات حول قضايا الإعلام والحريات. وفي ملف أعددناه لمناسبة هذا اليوم، نتناول العلاقة الشائكة بين الاعلام منصّات التواصل الاجتماعي والحريات.ضاعف انتشار وسائل التواصل الاجتماعيّ قدرة الصحافة بشكل خاص والإعلام بشكل عام على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القرّاء والمتابعين وبسرعة قياسيّة.

في القرن الحادي والعشرين، يصعب تخيّل وجود إعلام من دون منصّات التواصل التي تعدّ وسيطاً أساسيّاً، بل ربّما الوسيط الأساسيّ بين السلطة الرابعة والجمهور.

في هذا الإطار، قال أحد الصحافيين من البوسنة إنّه “إذا لم يكن المقال موجوداً على فايسبوك” فكأنّه غير موجود على الإطلاق”.

  لهذا السبب، بات في إمكان الأنظمة القمعيّة تقييد استخدام منصّات التواصل الاجتماعي

من دون تقييد صدور الصحف على سبيل المثل، بما يعفيها إلى حدّ ما من الاتّهامات المباشرة بقمع الحرّيّات الإعلاميّة.

فأسباب تحرّك الأنظمة ضدّ وسائل التواصل الاجتماعيّ أوسع من أسباب إغلاقها الصحف أو محطّات التلفزة.

يمكن سرد مواجهة القيم الغربيّة “غير المحافظة” كمثل على ذلك. 

لكن في موازاة ما تمثّله تلك المنصّات من “شريان حياة” فكريّ واقتصاديّ للإعلام التقليديّ،.

لا يمكن التغاضي عن العلاقة الإشكاليّة التي تجمع الطرفين.

لئن كانت وسائل التواصل الاجتماعيّ قناة لنشر الإعلام على نطاق أوسع.

فهي أيضاً قناة لنشر أفكار وموادّ أخرى منافسة صادرة عن أفراد غير مرتبطين بعالم الإعلام

أيّاً تكن طبيعة هذا الارتباط. العام الماضي قدّم خير دليل على ذلك. 

في وقت بذل الإعلام التقليديّ جهداً دؤوباً لنشر المعلومات العلميّة الموثوق بها عن فيروس “كورونا”

كان أصحاب حسابات من ذوي التأثير على منصّات التواصل الاجتماعيّ قادرين على مزاحمة هذه المعلومات بأخرى مضلّلة عن أسباب الفيروس وعن “أخطار” اللقاحات الخارجة عن نطاق الأعراض الثانويّة المرافقة لها وغير المستندة إلى أيّ دراسات علميّة.

 عن وحدة المعاييرإنّ الأخبار الزائفة والمعلومات المضلّلة والتصيّد وخطابات الكراهية وغيرها

تحتلّ حيّزاً واسعاً في هذه المنصّات حتى وإن كانت الشركات المشغّلة لها تحاول التقليل من حجم هذه الظواهر قدر الإمكان.

لكنّ المشكلة تبدأ حين تكون بعض المواد المنشورة خارجة عن إمكانيّة التصنيف الواضح أو حين تكون قابلة لتحمّل آراء “قيميّة” متناقضة تجاهها.

على سبيل المثال، وحيث إنّ هنالك إجماعاً حول تصنيف تنظيمات

مثل “داعش” و”القاعدة” وغيرهما على لائحة الإرهاب، ثمّة تنظميات أخرى غير خاضعة لشموليّة هذا التصنيف.

يمكن التفكير مثلاً بالمجموعات الكرديّة المقاتلة في سوريا والمرتبطة أقلّه بحسب تركيا بـ”حزب العمّال الكردستانيّ”.

الأخير مصنّف على لائحة الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

لكنّ “حزب الاتّحاد الديموقراطيّ” في سوريا والمرتبط بالحزب-الأمّ ليس كذلك.

المصدر: https://www.annahar.com/

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى