اخبار عربية

دمشق مجددا..هل نضجت التسوية؟

كما كان متوقعا، خطت العلاقات الخليجية- السورية خطوة كبيرة الى الامام مع الزيارة التي قام بها وزير خارجية الامارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان الى دمشق امس، مفتتحا مرحلة جديدة من العلاقات العربية مع سوريا ومعلنا تبدل الموقع السوري في المنظومة العربية.

زيارة الوزير الاماراتي لا تأتي من خارج سياق تحسن العلاقات السعودية السورية

اذ وبحسب المعلومات فإن الحوار بين الرياض ودمشق تقدم بشكل كبير نحو الايجابية في الاسابيع الماضية

وبات في مراحل الاتفاق النهائية، حتى ان تفاصيل العلاقة باتت مدار بحث بين الطرفين.

من الواضح من سياق التطورات ان العلاقة السعودية السورية ستسبق بأشواط الاتفاق السعودي الايراني

خصوصا ان دمشق تفاوض حتى اليوم عن نفسها فقط

وتحاول الاستفادة من الاستدارة العربية نحوها من اجل تعزيز مصالحها ومكتسباتها بعد ان حققت مكتسبات مهمة في الحرب العسكرية.

ترى دول الخليج ان الليونة في التعاطي مع سوريا قد تفتح لها بابا جديا لاحتوائها وجعلها اقرب اليها منها الى ايران

او اقله دفع سوريا نحو الحياد في الصراع بين طهران وبعض الدول العربية

خصوصا في ظل وجود اولويات داخلية بعد حرب دامية استمرت لسنوات طويلة. 

قد يكون التقارب من دمشق اليوم جزءا من التسوية الاقليمية الكبرى او احدى مقدماتها،

لكن الاستعجال فيه مرتبط حتما بتحسين  الشروط  في اطار الكباش الحاصل مع الايرانيين حول النفوذ في هذا الاقليم او ذاك

لذلك فإن نضوج التسوية الكبرى سيبقى مرتبطا بالتفاهم السعودي- الايراني. خلال الحوار الايراني السعودي، طرحت فكرة ان تلعب سوريا دورا جديا في لبنان

على اعتباره ساحة خلاف يصعب التفاهم فيها، وعليه فإن سوريا يمكن ان تكون صلة الوصل المقبولة من الطرفين

لكن هذا الطرح لم يستكمل، لان ما يريده الطرفان من هذا الدور متناقض نسبيا. 

اليوم ينحصر التقارب بين سوريا ودول الخليج بقضايا مرتبطة بسوريا وموقعها ودورها ومستقبلها

ولا يحمل حتى اللحظة بوادر تسويات اقليمية تشمل الدول المحيطة بسوريا ولبنان بشكل خاص

لذا فإن تأثر لبنان بالتطورات السورية سيبقى محدودا بإنتظار حوارات فيينا وبغداد.  

المصدر: لبنان 24

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى