اخبار محلية

هذا ما طلبته الإمارات من الحريري!

نشر معهد “كارنيغي لشؤون الشرق الأوسط”، مقال رأي للكاتب مايكل يونغ يُشير فيه إلى أنّ “الإمارات العربية المتحدة طلبت من الرئيس سعد الحريري الانسحاب من الحياة السياسة اللبنانية والتركيز بدلاً من ذلك على تحسين شؤونه المالية”.ويقول يونغ: “إنتشرت شائعات في الآونة الأخيرة عن أنّ رئيس الوزراء السابق سعد الحريري قد يختار عدم خوض الإنتخابات النيابية العام المقبل، إذا تم إجراؤها.

وبينما تشير تقارير صحفية إلى أنّ الحريري لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد في هذا الشأن،

فإنّ كل شيء في مساره السياسي مؤخرًا يجعل هذه النتيجة مُمكنة جداً”.

ويرى مايكل يونغ أنّه “ليس من الصعب تخمين الأسباب الرئيسية وراء هذا الواقع”،

مُشيرًا إلى أنّ “الحريري فقد ركيزتيْن من الركائز الراسخة للسلطة السياسية لعائلته في السنوات الأخيرة: المال والدعم السعودي”.

ويضيفُ: “الأول نتج عن الإدارة الكارثيّة والإفلاس النهائي لشركة “سعودي أوجيه” التي أسسها والده رفيق الحريري،

التي كان سعد يملكها؛ والثاني كان نتيجة علاقة الحريري المشحونة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان،

والتصوّر السعودي بأن الحريري لم يصد “حزب الله” بالقوة المطلوبة”.

ويلفتُ مايكل يونغ إلى أنّ “محاولة الحريري الأخيرة لدرء اللامبالاة السياسية تمثَّلت في جهوده التي إستمرَّت لأشهر بهدف تشكيل الحكومة، والتي إنتهت بالفشل”.

ويقول يونغ: “إذْ يقضي الحريري هذه الأيام معظم وقته في أبو ظبي.

وهنا تكمن القصة هي أنّ الإمارات العربية المتحدة طلبت منه الإنسحاب من السياسة

والتركيز بدلاً من ذلك على تحسين شؤونه المالية،

وأشار البعض إلى أنّ الإمارات أكثر حرصًا على دعم شقيق سعد الأكبر بهاء،

الذي أصبح أكثر نشاطًا في لبنان مؤخراً”.

ويُضيف يونغ: “بينما الإتجاه اليوم هو إفتراض أن سعد الحريري قد إنتهى سياسياً، فمن الأفضل عدم التسرع،

لأن العديد من التجارب تدل على أن اللبنانيين على إستعداد لإحياء والترحيب بأي شخص عندما تكون الظروف مناسبة.

ومع ذلك، فمن المؤكد أن الحريري يقف عند مفترق طرق في رحلته السياسية.

الحقيقة هي أن غياب الحريري عن لبنان بين عامي 2011 و 2016 كان كارثيا على حياته السياسية،

لأنه أظهر أنّ البلاد يمكن أن تعمل، بشكل جيّد أو سيء من دون وجوده فيها”.

ويُتابع: “منذ تشرين الأول 2019، وعندما إستقال الحريري من منصب رئيس الوزراء وسط الاحتجاجات الشعبية،

كان تركيزه على البقاء السياسي. في ذلك الوقت، كان يعتقد أنه بعد تنحيه سيكون قادرا على تشكيل حكومة جديدة وفقا لشروطه.

وقد نسفت “القوات اللبنانية” هذه الخطة، وأعلنت أنها لن تعيّن الحريري مرة أخرى لمنصب رئيس الوزراء.

نُظر إلى الرسالة على نطاق واسع على أنها إهانة سعودية غير مباشرة للحريري،

بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين القوات اللبنانية والقيادة في الرياض”.

ويرى يونغ أنّ “إغلاق صحيفة “الديلي ستار“، بغض النظر عمّا إذا كانت مرتبطة بثروات سعد السياسية أم لا، يرمز الى شيء ما

من خلال التوقف عن إصدار منشور يمكن أن ينقل وجهة نظر رئيس الوزراء السابق إلى الجماهير الغربية،

خصوصاً السفارات الأجنبية في بيروت، بدا أنه يعترف بأنه لم تعد هناك حاجة للقيام بذلك”.

ويقول: “قد يبتهج أعداء الحريري السياسيون.

ومع ذلك، يجدر بنا أن نتذكر أنه في عملية التوازن الدائم أي النظام الطائفي اللبناني،

فإن قتل الخصوم سياسيا نادرًا ما يكون أمرًا ذكيا. عدو اليوم هو دائما حليف الغد المحتمل.

هل حقا يفيد الرئيس وصهره (جبران باسيل) أن يتركوا أنفسهم بلا نظراء أقوياء في التعامل مع “حزب الله”؟

هل يعتقد كلا الرجلين بجدية أن المسيحيين وحدهم، من دون مساعدة السنة،

يمكنهم معارضة الحزب بشكل فعال إذا كانت مصالحه أو خياراته العليا تتعارض مع مصالحهم أو خياراتهم؟”.

ويختمُ يونغ بالقول: “قَد يخوض سعد الحريري إنتخابات حتى الآن على الرغم من أنّ الإحتمال القوي الذي قد لا يحدث هو بالتأكيد أمر أخذ في الإعتبار في قراره.

وبغض النظر عن الطريقة التي يَميل إليها الحريري، فَمِن الواضح أنّه يستعد لتمضية فترة طويلة في البراري السياسية من دون السلطة”.

المصدر: ليبانون ديبايت

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى