اخبار محلية

كلفة غياب الحريري مُرتفعة… ماذا يجري في أروقة المستقبل؟

لا يختلفُ إثنان على أن تيار “المستقبل” يعيش اليوم حالة إرباك وتخبّط نتيجة ضياع القاعدة والمناصرين

بسبب ضبابيةً المشهد الحزبي الداخلي بشكل عام، ولناحية التحالفات الإنتخابية في الإستحقاق النيابي المقبل.

ومردّ ذلك بشكل أساسي، لغياب رئيسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عن لبنان منذ أشهر عديدة،

وحتى غياب مواقفه وتصريحاته الإعلامية، واستمرار التضارب في المعلومات

والمعطيات والتسريبات حول عودته إلى بيروت أو عزوفه عن هذه العودة، كما عن خوض غمار الإنتخابات القادمة.

لكنّ هذه الضبابية، ووفق مصادر مواكبة عن قرب للوضع الداخلي الذي يعيشه تيار “المستقبل”،

تتّصل أيضاً بكل ما رافق وأصاب الخطاب السياسي ل”التيار الأزرق” من تغييرات، وتقلّبه من 14 إلى 8 آذار وما بينهما،

منذ التسوية الرئاسية التي أوصلت الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا،

وصولاً لاعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة مؤخراً.

إلا أنّ اللافت، وبحسب المصادر نفسها، هو ابتعاده تحديداً عن أجواء التحالف الذي حصل بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب “القوات اللبنانية”، لا سيما بعدما تقدّما أشواطاً كبيرة في بلورة تحالفهما هذا.

ذلك أن المعطيات التي تمّ تسريبها من أكثر من مصدر،

كانت تتحدّث عن تحالف ثلاثي سعى إليه رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، بحيث جاءت زيارة رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط إلى الإمارات ولقاء الرئيس سعد الحريري، ضمن هذا السياق.

وتكشف المصادر المواكبة نفسها، أن أحد الطامحين في تيار “المستقبل” لخلافة الرئيس الحريري، قد يكون وراء عرقلة هذا التحالف الثلاثي، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال هجوم “الذباب الإلكتروني الأزرق”،

التابع لهذا “الطامح للخلافة”، على “القوات اللبنانية”، ومن دون أن يكون هناك أي سبب أو مبرّر ظاهر لهذه الحملة الشعواء، في حين كشفت المصادر أيضاً، أن السبب الحقيقي خلفها هو عرقلة التحالف الثلاثي الذي جرى الحديث عنه أكثر من مرة.

كما إنضمّ إلى هذه الحملة، وبحسب المصادر ذاتها، بعض النواب المحسوبين على هذا “الطامح”، والذين تمّ إبلاغهم بشكل غير رسمي بإعادة ترشّحهم على لوائح “التيار” في حال تم تشكيلها.

في المحصلة، كما قالت المصادر، يبدو أنّ تداعيات غياب الرئيس سعد الحريري ستكون كبيرة

وذات كلفة مرتفعة على واقع “التيار” الداخلي ومواجهته للإستحقاقات المقبلة، كما على المستوى الوطني،

وقد يكون خروجه من المأزق الذي يعيشه، ومن خلال موقف واضح،

بصرف النظر عن طبيعة هذا الموقف، أصبح أكثر من ضروري في هذه المرحلة المصيرية التي يمرّ بها البلد.

المصدر: ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى