اقتصاد

“الفريش دولار” يعيد مشهد الطوابير أمام المصارف… ولو مع “هيركات”؟

تعاود اليوم المصارف عملها بعد عطلة دامت ثلاثة ايام. فمن استطاع من الذين حصلوا على ‏رواتبهم بالليرة الللبنانية تحويلها الى الدولار وفق سعر منصّة صيرفة يوم الخميس حين ساد ‏‏”الهرج والمرج” والتدافش للدخول الى المصارف كان به، ومن لم يستطع، سيتوجّه اليوم ‏وغداً… الى المصارف لاقتناص الفرصة ما أعاد مشهد الطوابير على ابواب المصارف سعياً ‏وراء 80 أو 100 أو 120 دولاراً ولو ان “المصرف المركزي” مدّد العمل بالتعميم 161 حول ‏الإجراءات الإستثنائية ل”السحوبات المصرفية” بالعملات الأجنبية الى نهاية شهر كانون الثاني.

‏فتحويل الليرة الى دولار وفق سعر منصّة “صيرفة” الذي ارتفع الخميس الى 24000 ليرة ‏لبنانية،

سيكسب المودع 3000 ليرة في الدولار الواحد باعتبار أنه سيلجأ بعدها الى الصرّاف ‏لتصريف الدولارات

وفق سعر نحو 27000 ليرة لبنانية‎. 

وفي هذا السياق ورغم ان التعميم رقم 161 قلب المعادلة من السحب بالليرة اللبنانية حصراً ‏الى السحب ب”الدولار” فقط

إلا اذا أراد المودع الحصول على امواله بالليرة اللبنانية بعد تقديم ‏طلب خطي، من خلال شراء الدولار وفق منصّة “صيرفة”

فإن هذا الأمر لن يكون “مفتوحاً” ‏نسبة الى قيمة الحساب بل سيكون مقيداً ضمن المبالغ التي تسمح بها المصارف شهرياً،

أي أن ‏المبلغ الموجود لدى المودع في المصرف لن يستطيع تحويله وسحبه بأكمله اذا كان يفوق ‏المبلغ المسموح به،

أي الـ 5 أو 6 ملايين ليرة على سبيل المثال، حسب النظام الذي يتبعه كل ‏مصرف‎. 
‎ 
وكذلك الأمر بالنسبة الى الدولار، فالتعميم 161 ينطبق على التعميمين السابقين 151 ‏‏(8000 ليرة للدولار الواحد)

و158 (400 دولار نقداً و400 بالليرة وفق سعر 12 ألف ‏ليرة للدولار)،

وبذلك من يسحب وفق التعميم الأول على سعر الـ 8000 ليرة للدولار الواحد ‏يمكنه تحويل المبلغ الذي يحق له

والبالغ حده الأقصى 3000 دولار بعد سحبه على أساس ‏‏8000 ليرة أولاً، قبل شراء الدولار وفق “منصة صيرفة

أي بخسارة بقيمة 16000 ليرة ‏تقريباً للدولار الواحد،

على أن يبيع الدولار لاحقاً في السوق السوداء وتحقيق ربح بقيمة ‏‏3000 ليرة للدولار أي بهيركات بقيمة 13000 ليرة لبنانية فقط‎. 
‎ 
أما بالنسبة الى الـ400 دولار التي تسحب بالليرة اللبنانية وفق التعميم 158 فإن قيمة الـ ‏‏200 دولار “كاش”

فقط ستسحب بحسب مصدر مصرفي على سعر 12000 ليرة اي ما ‏يعادل 2,400 مليون ليرة

(قسمة على سعر منصة صيرفة 24 الف ليرة) أي ما قيمته 100 ‏دولار أميركي نقداً، اي بـ”هيركات” بقيمة 12 ألف ليرة لبنانية.

أما الـ200 دولار المتبقية ‏والتي تبلغ قيمتها 2,400 مليون ليرة وتودع في البطاقة المصرفية للشراء من خلالها فستبقى ‏كما هي،

علماً أن حاكم المركزي سبق وأعلن أن الـ400 دولار بالليرة يمكن سحبها على ‏الـ12000 ليرة وشراء الدولارات بعدها على صيرفة‎. 
‎ 
طبعاً تلك الإجراءات الموقتة لرأب الصدع، التي تدخل ضمن خانة “تصفية الودائع”

من وجهة ‏نظر المودع وإعادة تدريجية للودائع نقداً بالدولار الأميركي،

كما يرى “المركزي”

ستمتص ‏العملة الوطنية من الأسواق التي تتسبّب بالتضخم وتجبر المواطن الذي جفّت لديه الليرة ‏اللبنانية،

على تصريف الدولارات التي يحصّلها أكان لدى الصرّاف أو من خلال التداول ‏مجدداً بتلك العملة وبالتالي خفض سعر الدولار

وكان مصرف لبنان يعوِّل على خفض سعر ‏صرف الدولار أكثر من السعر الذي يسجّله اليوم والذي هو في حدود الـ27000 ليرة

بعد أن ‏وصل الى 30 ألف ليرة، عازياً السبب الى التطبيقات التي تتحكّم بسعر الدولار وترفعه عن ‏السعر الحقيقي،

فضلاً طبعاً عن جهات سياسية متمكنة تتحكّم به وتشنجات حكومية مرافقة‎.‎

نداء الوطن

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى