اخبار محلية

ترشيحات “الحريريّين” تتقدّم…

الأرجح أنّه لم تعد لمحطات سعد الحريري الموسمية، في بيروت، أيّ تأثير كبير على المشهد الداخلي،

أقلّه على المدى القريب. سواء حطّت طائرة الرجل يوم 14 شباط المقبل

في بيروت لإحياء ذكرى اغتيال رفيق الحريري، أم فضّل المشاركة عن بُعد،

لا يبدو أنّ الفارق سيكون كبيراً في تداعياته على المسرح الانتخابي

الذي انطلق بلا رئيس “تيار المستقبل”، ليمتلىء الفراغ، بحكم قوانين الطبيعة

وفق المعنيّين، كان رئيس الحكومة السابق يفضّل لو أنّ بمقدوره أن يوظّف تلك المناسبة

ليوجّه رسالة بأنّه لا يزال الرقم الصعب في الساحة السنّيّة، وزعيمها الأوّل، وبعده يأتي الآخرون.

ويتردّد أنّه ألمح منذ فترة خلال لقاءاته عبر “الزوم” مع منسّقي “تيار المستقبل“،

أنّه يحبّذ أن تكون الصلاة أمام ضريح والده، يوم الإثنين المقبل، جامعةً

بحيث تشارك فيها دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقون إلى جانب قيادات تيّاره.

لكن يبدو أنّ الرياح لا تجاري سفنه. فها هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يغادر البلاد لأربعة أيام،

ما يعني أنّه سيكون يوم الإثنين في الخارج. فيما صارت مشاركة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة “مربِكة”

نظراً إلى رغبة الرجل في اختزال المشهد السنّيّ في غياب الحريري تحت عنوان “جمع” الطائفة في بحر الانتخابات النيابية للحؤول دون الانقضاض عليها من جانب الخصوم وتشظّي مقاعدها.

وهذا كلّه قد يؤدّي إلى تبسيط مظاهر إحياء المناسبة إلى درجة قراءة الفاتحة لا أكثر.

يؤكّد أحد النواب “المستقبليّين” أنّ اجتماعاً سيُعقد يوم الأحد المقبل لـ”كتلة المستقبل”،

بعد تأجيله من الأحد الماضي، ويفترض أن يكون الاجتماع عبر تقنيّة الزوم،

إلا إذا كان الحريري في بيروت، وهو احتمال وارد، فسيكون الاجتماع حضوريّاً.

ويضيف أنّ الحريري أبلغ خلال الأيام الأخيرة أنّ الذكرى لن تكون جماهيرية،

لكنّ المحادثات بين مجموعات “المستقبل” عبر “الواتساب” تبيّن أنّ مناصريه سيكونون حاضرين يوم الإثنين أمام الضريح لمشاركته في إحياء الذكرى الـ17.

الانتخابات بمن حضر

خارج تلك المشهديّة، يتصرّف السُنّة على أساس أنّ الانتخابات جارية في مواعيدها

ولا إمكانية للتخلّف عن قطارها. مشهد مقاطعة المسيحيين لاستحقاق العام 1992 لن يتكرّر سنيّاً.

وسيجري الاستحقاق بمن حضر. والحاضرون صاروا أكثريّة.

قلّة قليلة من الشخصيات الحريرية ستبقى على مقاعد المتفرّجين إلى جانب الحريري،

لأنّ البقيّة ستشمّر عن سواعدها لتغرق في الانتخابات. وها هو، على سبيل المثال لا الحصر،

النائب محمد حجار يُجري حساباته بدقّة، من باب العودة إلى المعترك الانتخابي.

لا سيّما أنّ مؤيّدي النائب المستقبلي وأبناء منطقته يواجهونه بسؤال معبّر:

“من سيحلّ مكانك؟”. قاصدين بذلك أنّ عودته حاجة ولا بدّ منها.

يقول مقرّبون من الحريري إنّ الأخير توجّه خلال زيارته الأخيرة لبيروت إلى نواب الأطراف

بالقول إنّه لا يريد أن يقفل بيوتهم، لكنّه لا يعدهم بأيّ دعم سياسي أو مادي،

ولا سيّما أنّه لم يدعُ إلى تكريس المقاطعة. وبالتالي، قد تكرّ سبحة الترشيحات فور الانتهاء من مراسم 14 شباط، خصوصاً أنّ الخصوم والحلفاء لن يتركوا مقاعد المستقبل شاغرة، وثمّة سعي حثيث

إلى وضع اليد على هذه المقاعد.

يتردّد أنّ ميقاتي يعيد التفكير بقرار ترشّحه بعدما كان يُبلغ سائليه أنّه لن يكون مرشّحاً

وسيترك المقعد لشخصيّة سنّيّة تمثّله (من خارج عائلة ميقاتي)، وقد يقود لائحة العزم في طرابلس،

فيما أولى لوائح الـ”EX مستقبل” بدأت تتشكّل في عكار. وها هو جمال الجرّاح “يحركش” بالثنائي الشيعي ليعرف توجّهاتهم الانتخابية في محاولة لنسج تفاهم معهم في البقاع.

في بيروت، ثمّة أفكار كثيرة يتمّ تداولها لوضع آليّة أو إطار يحول دون تحوُّل المقاعد الحريرية

إلى لقمة سائغة للخصوم، من بينها قوى 8 آذار التي تعمل على لملمة بيتها الداخلي

(تمّت المصالحة بين فيصل كرامي وجهاد الصمد وكمال الخير)

وبدأت تتصرّف على أنّها الأكثر قدرة على “ضبّ” الكثير من القواعد السنّيّة،

في مناطق الأطراف تحديداً، بينها عكار والبقاع الأوسط وزحلة وصيدا…

ويتردّد أنّ هناك تواصلاً بين رئاسة الحكومة ودار الفتوى لرعاية المرشّحين

الذين يدورون في فلك الحريريّة السياسية والحؤول دون تعرّضهم لانتقادات لأنّهم لم يلتزموا بقرار الحريري.

المصدر: أساس ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى