منوعات

التوهم المرضي ما بعد كورونا.. أي أمراض ستصيبنا؟

ببساطة لا يمكن العودة الى الحياة كما كانت قبل كورونا سواء بالنسبة الى الذين أصيبوا بالمرض او لا، ويعاني أكثرهم اليوم مما هو متعارف عليه علمياً بحالة “التوهم المرضي”، وغالباً ما يعيشون نمط التشكيك و القلق و الخوف وخصوصاً مع ازدياد اعداد الإصابات بالفيروس على الرغم من تلقي اللقاحات بما فيها الجرعات التعزيزية. 

رامي حلاوي شاب ثلاثيني اُصيب ب”كورونا” قبل 5 اشهر يتحدث عن تجربته لـ”لبنان 24″

وتحديداً عن تجربة ما بعد الإصابة بالفيروس، حيث استعان بأحد أصدقائه من الأطباء النفسيين

الذي شخص حالته بانّه يعاني من “اضطراب ثنائي القطب،” أو ما يُعرف بـ” الاكتئاب الهوسي”،

بعدما دخل في حالة اكتئاب شديدة اثر تعافيه من الفيروس. وظهرت عليه عوارض اضطرابات مزاجية مفرطة،

إضافة الى القلق والتوتر وقلة النوم.  

وفي حديثه عما يعانيه اليوم

يختصر شعوره حالياً بالقلق والخوف من الامراض التي قد تصيبه بعد مرحلة التعافي من كورونا،

كامراض القلب والضعف الجنسي وعدم القدرة على الانجاب والمشاكل في الجهاز الهضمي،

وهو ما يسعى الى التخفيف منه من خلال الطبيب النفسي المعالج،

والذي يعمل على تحقيق التوازن ما بين الحرص والاهتمام بالصحة من جهة، والتخلص من الوسواس من جهة أخرى. 

التوهم المرضي 

قد يكون رامي من بين قلائل ممن يدركون كيفية مساعدة أنفسهم على العلاج،

لكن كُثر يعيشون خطورة حالة الاكتئاب التي تظهر عوارضها باشكال مختلفة،

يشرحها الطب النفسي بأنّها ظاهرة عامة موجودة لدى نسبة كبيرة من الأشخاص،

وغالباً ما تكون عبارة عن اسقاط نفسي يشعر به الانسان بشكل “لا وعي منه”. 

ومثال على ذلك، مقال نُشر في مجلة nature medicine العلمية الأميركية،

والتي أشارت الى أنّ 55 بالمئة من الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا

قد يكونوا اكثر عرضة لخطر الإصابة بامراض القلب والاوعية الدموية،

ولكن ما لم يتنبه له كُثر هي كلمة “قد” التي تركت اثارا سلبية نفسية لدى الناس،

والتي تعني الاحتمالية وليس التعميم.  

من هنا يتطرق الطبيب والمعالج النفسي يوسف مرتضى للحديث عن الخطورة النفسية للتوهم المرضي مؤكدا لـ”لبنان 24″ أنّه

لا مبالغة في توصيف حقيقة الاثار النفسية لما بعد الإصابة بكورونا، كما الوسواس ايضاً من التخوف ما قبل الإصابة بالمرض. ويقول:

“لمسنا هذا التخوف بداية في الدول الأجنبية التي عانت أولا من كورونا، على مستوى الطواقم الطبية،

حيث اشارت دراسات علمية مهمة الى أن نسبة كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية

عانوا من الاكتئاب والقلق والتوتر وقلة النوم في أثناء جائحة كورونا”.   

وينقل مرتضى مثال بسيط عن أحد المرضى الذين قابلهم، بعدما أخبروه بأنّه بدأ يفقد الذاكرة،

وعمل المريض على ربط النسيان بالاصابة بكورونا، غير انّ ما كان يحصل معه مجرد تشتت أفكار وليس فقدانا للذاكرة”. 

وبحسب الطبيب فإنّ

هذه العوارض النفسية تظهر خصوصاً لدى بعض الأشخاص الذين يعانون في الأساس من خوف وتوتر من الإصابة بالمرض،

“هنا تكون الفحوصات المخبرية بداية العلاج حتماً للمريض، لطمأنته بأنّه لا يعاني من أي مرض،

وتالياً يبدأ دور العلاج النفسي للتخلص من الأوهام والهواجس التي يعاني منها الشخص”. 

وقد يكون التدخل الطبي في بداية الحالة، هو من اهم العوامل التي تساهم في العلاج،

ويعود مرتضى بالذاكرة الى العام 2003، عندما انتشر فيروس “سارس”،

حيث ربطت احدى الدراسات العلمية في اميركا بين تفشي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد أو ما كان يُعرف باسم “سارس”،

وبين زيادة معدلات الانتحار بنسبة 30 في المئة بين كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما. 

وحتماً فإنّ للحالة النفسية تأثيرا كبيرا على جهاز المناعة، ويشير مرتضى الى أنّ

التوتر المبالغ به والدخول في دائرة وسواس كورونا وما بعد الإصابة ستكون له نتائج سلبية على الصحة،

فسوء الحالة النفسية يتسبب في ضعف جهاز المناعة، وبالتالي يؤثر على درجة مقاومة الجسم لكل الامراض،

ويؤخر مدة الشفاء من أي مرض مهما كانت أسبابه.  

التحكم في مشاعر القلق  

وينصح مرتضى باتباع الحلول المبنية على حاجة الشخص نفسه الى الاستعداد النفسي والهدوء،

واتباع المرونة النفسية التي يعمل عليها العلاج النفسي،

“يقصد بالمرونة النفسية القدرة على تغيير المواقف والإجراءات والسلوك الواجب اتباعه

للتكيف مع التغيرات والحوادث الجديدة التي تطرأ على حياتنا، ومعرفة كيفية التصرف معها”.

كما ينصح المعالج النفسي بالتقليل من التعرض للاخبار السلبية،

وطلب المساعدة من الاخرين والمساعدة النفسية من خلال العلاج المعرفي. 

المصدر: لبنان 24

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى