كيف علّق علوش على موقف السنيورة؟
إرباك الساحة الداخلية نتيجة قرار الرئيس سعد الحريري عدم الترشّح للإنتخابات النيابية وتعليق عمله السياسي مع “تيار المستقبل” قبل أشهر قليلة من الإنتخابات النيابية لا يزال قائماً.
ولعلّ الساحة السنيّة هي الأكثر تأثراً بقرار الحريري مع ما قد يتركه من تداعيات نتيجة غياب بديل حتى الساعة يمكنه أن يملأ فراغ “المستقبل”.
وفي موقفٍ لافت، شدّد الرئيس فؤاد السنيورة على
“أهمية خوض الانتخابات النيابية المقبلة من قِبل جميع اللبنانيين وعلى وجه الخصوص المسلمين من أهل السُّنة،
المؤمنين بسيادة لبنان”، ودعا الى “ضرورة عدم مقاطعة الانتخابات بل المبادرة إلى المشاركة الفعّالة ترشيحاً وإقتراعاً”.
ورداً على سؤال ما إذا كان السنيورة قد خالف توجّهات الرئيس سعد الحريري في هذه الدعوة؟
أجاب نائب رئيس “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن
”الرئيس فؤاد السنيورة شخصية موجودة ولديها رأيها، وهو فنّد وتفهّم الأسباب التي دفعت الرئيس الحريري وتياره إلى الإعتكاف عن الترشيح والمشاركة بالإنتخابات”.
وأوضح علوش في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أنه
“برأي السنيورة لا يجب فتح الباب للفراغ لكي يملأه كائناً من كان، وأن تبقى المواجهة على المستوى البرلماني داخل لبنان
وعدم إعطاء شرعية مفتوحة لمن دمّر البلد وخرّبه، وتحدّث بوضوح عن المشروع الإيراني وحزب الله”.
وقال:
ووفقا للسنيورة أيضا فإن المشاركة بالإنتخابات بكثافة تمنع السيطرة الشرعية لحزب الله،
إذ لا يمكنه أن يكسب عندها زيادة بأعداد النواب الموالين له، لأن الحزب يخطّط للتعويض لميشال عون
عمّا سيخسره في المناطق المسيحية بالمناطق السنيّة”.
وعن التناقض لناحية قول السنيورة إن هذا القانون الانتخابي الأعوج لن يؤدّي الى التغيير المنشود،
لفت علوش إلى أنه
“لا يغيّر بالواقع السياسي في البلد لجهة التوازنات القائمة، ولكن في الوقت عينه عند الإعتكاف والخروج الكامل من اللعبة،
الأفضل أقلّه الخروج وخلق مواجهة برلمانية وعد إعطاء الشرعية لحزب الله بالسيطرة على كامل البرلمان”.
وشرح أنّه
“عندما يُتّخذ القرار بإيجاد حلول على المستوى الاقليمي والدولي سيتم التعاطي مع الأشخاص الممثلين للشرعية،
هذا في النهاية رأي السنيورة وقناعته. وبالنسبة إليّ أنا ملتزم بتيار المستقبل،
ولكن أرى كلام الرئيس السنيورة منطقي وفي النهاية سعد الحريري لم يطلب من الناس مقاطعة الانتخابات،
ومن يريد أن ينتخب عليه اختيار الشخصيات المناسبة”.
في إنتخابات الـ2009 حازت قوى 14 آذار على الأكثرية النيابية ولم تتمكّن من الحكم، فما الذي سيختلف اليوم؟
بحسب علوش:
“حزب الله لم يتمكّن من السيطرة إلاّ بعد العام 2011 من خلال حكومة نجيب ميقاتي عندما استمال وليد جنبلاط،
وعملياً فشل بالتأكيد، لكنه استطاع في العام 2018 أن يحصل على الأكثرية النيابية،
إلاّ أنه بهذه الأكثرية لم يتمكّن من الحكم، ففي بلد كبلدنا السيطرة تكون من خلال التعطيل”.
وأشار إلى أنه
“بمجرّد أن يكون حزب الله حاصل على الأكثرية النيابية فهذا يعني شرعياً ودستورياً حقّه.
ونحن وإن لم نحز على الأكثرية لكن إذا كانت لدينا كتلة برلمانية قويّة يُمكنها أن تشكّل معارضة جديّة تواجه من خلال المعارضة”.
ليبانون ديبايت
للمزيد من الاخبار اضغط هنا