اخبار محلية

“القطب المخفية” في المتن… 

تتبلوْر الصورة أكثر فأكثر في دائرة جبل لبنان الثانية أيّ المتن مع اقتراب انتهاء مهلة الإنسحاب من السباق الإنتخابي في 30 آذار وموعد انتهاء تسجيل اللوائح الإنتخابية في 4 نيسان المُقبل في وزارة الداخلية.

ورسا المشهد الإنتخابي على 4 لوائح قادرة على حصد 6 حواصل في الإنتخابات النيابية المقبلة في 15 أيار،

وهي موزعة كالآتي:

2 للائحة حزب الكتائب، 1 للائحة حزب القوات اللبنانية، 2 للائحة التيار الوطني الحر، 1 للائحة ميشال المر وحزب الطاشناق، فيما تتمحور المعركة على المقعديْن المتبقيَّين.

وما يُميّز معركة المتن هو

“القطب المخفية” التي يغطيها ظاهرياً التنافس الإنتخابي بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”

بعد ترشيح “القوات للوزير السابق ملحم رياشي عن المقعد الكاثوليكي في مواجهة النائب الحالي من “التيار ” أدي معلوف الذي نال بحدود الخمسة آلاف صوتاً في الدورة الماضية 2018 .

وما يُكسب المعركة بعداً آخر ، هو الإصرار على ترشيح المعلوف،

بالرغم من المعايير العلمية والإنتخابية التي تتناقض مع هذا الخيار.

وأدخل التيار في هذه المعركة أدبيّات بعيدة عن ممارساته السابقة حيث اعتمد أسلوب استثمار الدم التي عايب

في يوم من الأيام خصومه في “المستقبل “و”الكتائب “والإستناد عليها لخوْض المعركة الإنتخابية.

هذا ما استدعى العودة 30 سنة إلى الوراء للتذكير بأن

المعلوف هو إبن الشهيد العميد بولس معلوف الذي استشهد في أدما.

أما القطبة المخفية الثانية وما يُحفّز على السؤال هو “اللغز” الذي يتركه المرشح سركيس سركيس،

الذي لم يحسم خياره بالإنضمام إلى لائحة التيار أو العزوف عن ذلك

بعدما أوصدت كافة اللوائح المتنية الباب في وجهه بعكس التيار الذي لا ينفك يتوسل ترشيحه.

ويُراهن التيار، على أصوات سركيس لتأمين 3 مقاعد دون أنْ تكون لديه إمكانيةً للحاصل الثالث

أو يمنح الأخير شروط معركة إنتخابية تمكّنه من الفوز.

أما على ضفة لائحة “القوات” التي تبدو مرتاحة إلى فوز الرياشي بالمقعد الكاثوليكي ،

فإنها تَحصر جهودها لفوز رازي الحاج ، لا سيّما أنّ القرار اتخذ برفد الحاج بجزء من أصوات القواتيين المُجيّرة إلى الرياشي،

وبعد انكفاء المجتمع المدني عن مزاحمتها والأكل من صحنها بتقاسمه شريحة من الناخبين الناقمين على العهد و “التيار الوطني الحر” في هذه الدائرة.

ويبدو أنّ “القوات” تُعوّل على الصوت الدرزي في المتن في حال تم التوافق مع وليد جنبلاط ،

الذي يشهد بعض العقبات ، ممّا سيشكل رافعة للقوات في معركة الحصول على نائبَين في الدائرة بدل واحد.

ولائحة “الكتائب” الأكثر ارتياحاً بين كافة اللوائح وحسمها الفوز بمقعديْن لا سيما مع التقدم الكبير بعدد مناصريها عن الدورات السابقة،

مُنيت اليوم بانتكاسة حيث كانت تأمل بنسج تحالفات مع المجتمع المدني وقوى الثورة،

لكن الخلافات التي “شرذمت” هذه القوى أفقدت الكتائب الرهان على الحاصل الثالث في المتن

بعد خروج اللاعبين الأساسيين من المجتمع قوى الثورة من السباق الإنتخابي.

وتبقى لائحة المر- الطاشناق التي تقترب أكثر فأكثر من تحصيل حاصليْن إنتخابيين لعدة إعتبارات

منها انضمام الطاشناق إليها وتخليه عن التيار الوطني الحر عكس تحالفه معه في بقية الدوائر ،

مُضافاً الى ذلك دعم شيعي، أمّنه له جد المر الرئيس السابق إميل لحود الذي فعّل جميع مُحرّكاته

باتجاه تأمين الدخول “الحتمي” لحفيده إلى الندوة البرلمانية بجوار حليف آل المر الدائم حزب “الطاشناق”.

ليبانون ديبايت – وليد خوري

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى