اخبار محلية

“سرّ المواجهة “بين جنبلاط و”الحزب”.. رقمٌ يفضح المعركة

“سرّ المواجهة “بين جنبلاط و”الحزب”.. رقمٌ يفضح المعركة مع اقتراب موعد الانتخابات يوماً بعد يوم، يُكثف الحزب “التقدمي الإشتراكي” مواجهته لـ”حزب الله”،

إذ باتَ واضحاً في الملأ أنّ النائب السابق وليد جنبلاط يسعى للتحصّن خلف متاريس

تلك المواجهة حالياً والبناء عليها خلال استحقاق 15 أيار المقبل.  


بالنسبة للحزب “الإشتراكي”، فإنّ المواجهة اختارها “حزب الله” بالدرجة الأولى،

وتحديداً عندما قرر الأخير محاربة جنبلاط في عقر داره وتحديداً بتكريس

وجود الوزير السابق وئام وهاب على الصعيد النيابي. إضافة إلى ذلك،

يعتبرُ “الإشتراكي” أنّ معركته في الشوف لم تكن يوماً ضدّ “حزب الله” بقدر

ما أنها كانت حفاظاً على مصالحة الجبل بين المسلمين والمسيحيين،

وهو شعارٌ سيبقى مرفوعاً خلال هذه الانتخابات.  

ينطلق “الإشتراكي” اليوم في جلساته الحزبية من قاعدة أنّ

“حزب الله” يريدُ تطويق المختارة مع التيار “الوطني الحر”،

إلا أن النيران “الإشتراكية” لم تتجه نحو الطرف الأخير، أي “الوطني الحر”،

في أي رسالة أو خطاب. وعند هذه النقطة، يبرزُ سؤال واحد:

هل ترك جنبلاط “خط الرّجعة” مع النائب جبران باسيل..

هل هذا الأمر مقدمّة لتفاهمٍ مستقبلي أو تسوية مع الأخير بعد الانتخابات؟ 
بالنسبة لمراقبين، فإنّ المواجهة بين “الإشتراكي” و “حزب الله” لا تخرج

من إطارِ “النزال الانتخابي”، وذلك من أجل شدّ العصب والتجييش المناطقي.

فعلى صعيد كبير، ما يتبين هو أن “حزب الله” يحتاجُ إلى الحزب “التقدمي الإشتراكي” في مناطق عديدة،

والعكسُ صحيح. ولهذا، يبدو الحفاظ على التوازن السياسي طاغياً إلى حدّ كبير،

في حين أنّ الشخصية التي يواجه بها “حزب الله” جنبلاط، أي وئام وهاب،

تعتبرُ من ضمن البيت الدرزي الواحد، أي أنها ليست عنصراً دخيلاً لضرب المختارة وإنهائها كما يتم الترويج.  


اليوم، وعلى أساس معركة يسميها “وجودية”، بنى جنبلاط تحرّكاته الانتخابية، فسعى قدر الإمكان لتوحيد جبهته للحفاظ على الوجود الانتخابي المضمون. إلا أنه وبالنظر قليلاً إلى خلفيات خطوط معركة جنبلاط،

فإن المواجهة لا يبرز فيها “حزب الله” بشكل كبير، لأنّ الأخير ليس لديه مرشح أصلاً في الجبل ضدّ وجود جنبلاط، ما يعني أن الأخير ليس مهددا بشكل فعلي على الصعيد النيابي والوجودي. فإذا كان وهاب يعتبرُ

من ضمن نسيج “محور الممانعة”، فإنّ المناوئين لجنبلاط يعتبرون أنّ الأخير لجأ إلى حركة “أمل” التي تعتبرُ أساساً في ذلك المحور وذلك خلال انتخابات العام 2018. مع هذا، فإن وجود وهاب يعتبرُ قديماً

في الجبل وليس مستحدثاً، علماً أن الأخير يتشارك مع جنبلاط ملفات أساسية في الجبل ولم تنكسر أبداً الجرّة بينهما.  

بشكل أو بآخر، فإنّ شعار جنبلاط خلال معركة الانتخابات لا يمكن ترجمته على أرض الواقع،

بمعنى أن كلام “إنهاء حزب الله” لا يمكن أن يصيرَ حقيقة في الميدان وتحديداً بالنسبة لجنبلاط. فالأخير،

وإن أراد ذلك، فإنه يحتاجُ إلى قدرات عسكرية لا يمتلكها الآن. إضافة إلى ذلك، فإن أي مواجهة ضدّ الحزب تعني انغماساً في حربٍ أهلية، وبالتالي الإطاحة بكل مقومات السلم الأهلي التي يراهن جنبلاط عليها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.  
في المقابل، فإنّ جنبلاط لا يستطيعُ التحالف مع “القوات اللبنانية”

من دون مجاراتها قليلاً بشعاراتها التي تستهدف “حزب الله”. فلكل تحالف انتخابي “ضرورياته”، وبالتالي فإن جنبلاط سيعمد إلى تكريس ما تريده “القوات” أقله خلال الانتخابات، لكنه سيفترق عنها بعد 16 أيار، ليعود إلى موقعه الوسطي الذي يرفض اقتتالاً وهجمة ضدّ “حزب الله” أو حركة “أمل”، والدليل على ذلك برز بشكل كبير خلال أحداث الطيونة قبل أشهر.  
وانطلاقاً من كل ذلك، يبدو معروفاً أن “حزب الله” على دراية بكل هذه الأمور، ولهذا تبدو معركة التنافس في الجبل قائمة من دون أي معركة وجودية أقله من ناحية “محور الممانعة”. ففي الشوف – عاليه،

يخوض وهاب معركته الطبيعية كونه من الأقطاب الدرزية الأساسية،

وبالتالي فإن “حزب الله” سيدعمه بـ2500 صوتاً بالحد الأقصى. وعليه، فإن مواجهة جنبلاط مع الحزب تكمنُ عند حدود هذه الأصوات التي اتجه الكثير منها لدعمه خلال انتخابات العام 2018 بالتشاور مع حركة “أمل. وهنا، فإنه بإمكان جنبلاط تعويض تلك الأصوات في المقابل عبر تحالفٍ مع نسيجٍ آخر ضمن الطائفة السنية، الأمر الذي ينهي حتمية المعركة وأساسها قبل انطلاقها يوم الانتخابات.  

المصدر: لبنان24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى