اخبار محلية

“الحزب ” و”بُعبُع” القوات”

“الحزب ” و”بُعبُع” القوات”

“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، وبما أن كلّ معركة تفترض قتالاً مع العدو،

فإن المعركة الإنتخابية التي يخوضها “حزب الله”، وتحديداً في الدوائر الإنتخابية التي يتنافس فيها

مرشحوه مع مرشحي “القوات اللبنانية”، تحصل تحت عنوان “محاربة القوات”، وتصويرها ب “العدو الحالي”.

أما الهدف من هذا التصويب على “القوات”، فيرى فيه رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”

شارل جبّور، حملةً مركّزة من قبل “حزب الله” تتواصل من خلال خطابات ومواقف وحملات إعلامية وسياسية، لعدة أسباب باتت واضحة لدى كل الأطراف.

ويقول جبّور لـ “ليبانون ديبايت”، أنه من جملة هذه الأسباب، أن “حزب الله”، المُمسك بمفاصل الدولة اللبنانية،

والذي يملك أكثرية وزارية ونيابية، وكان المساهم الأساسي في وصول الرئيس ميشال عون في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، يتحمّل مسؤولية ما وصل إليه الوضع، وبالتالي، هناك داخل البيئة الشيعية، وعلى غرار كل البيئات اللبنانية، أصوات اعتراضية تحمّل الفريق الحاكم، مسؤولية ما وصلت إليه أوضاعها على المستوى الإجتماعي والمعيشي،

إضافة إلى الإنهيار المالي، وبالتالي، فإن الحزب، بحاجة اليوم إلى حرف أنظار بيئته عن المأزومية الإقتصادية والمالية والإجتماعية التي تسبّب بها، نتيجة إدارته للدولة.

وإزاء هذا الوضع، يضيف جبّور، لا يستطيع الحزب تحويل أنظار المعترضين والناقمين بسبب المأساة

التي وصل إليها لبنان بكل مكوّناته، سوى من خلال خلق عدو واستغلاله، من أجل تخويف هذه البيئة والتصوير لجمهوره، بأن هناك مخاطر تتهدّده، وتتجاوز بخطورتها الإنهيار المالي، والأزمة الإجتماعية، وإن هذا “البعبع” هو “القوات” التي تهدّد هذه البيئة، ومن هنا، يركّز الخطاب الإنتخابي لدى “حزب الله”، على تخويف البيئة الشيعية فقط من أجل تحويل اهتمامها عن المشاكل الحياتية باتجاه عدو وهمي. ولذا، فإن السبب الأساسي لهذه الحملات، هو من طبيعة إجتماعية ومعيشية، ويهدف إلى الحؤول دون أية مساءلة للحزب من بيئته حول ما وصل إليه الوضع من انهيار على كل المستويات، ومسؤولية الحزب في ذلك.

ويضيف جبّور، سبباً ثانياً للهجوم على “القوات”، وهو أن “القوات” قد نجحت،

ومن خلال خطابها السياسي الذي يركّز على الدولة والإنسان، في أن تخرق بيئة “حزب الله”،

والتي يحاول الحزب جاهداً، أن يضع جداراً بينها وبين كل القوى السيادية الأخرى، وتحديداً حزب “القوات”،

وبالتالي، فإن الخرق الذي حقّقه خطاب “القوات” العابر للطوائف والمناطق، هو الذي دفع مسؤولي

“حزب الله” إلى مهاجمة “القوات” اليوم، وتصوير عملية التصويت للوائحها ومرشحيها، كأنها تصويتاً للعدو.

ويكشف جبّور، أن هذا الخرق، هو الثاني لبيئة الحزب التي كانت تعرّضت للخرق الأول في 14 آذار 2005،

حيث نجحت قوى 14 آذار في بداياتها في تحقيق هذا الخرق، ولذلك، تسعى القيادة اليوم لإقفال هذا الباب أمام “القوات”.

وفي السياق نفسه، يشدّد جبّور، على أن “القوات” هي فريق سياسي يملك حيثية وتنظيماً وقدرة

ورؤيا وشبكة علاقات، وبالتالي، فإن الحزب يخشى أن تعزّز “القوات”، وفي حال تمكّنت من الفوز

في الإنتخابات النيابية المقبلة، قدراتها على مواجهة مشروعه، ولذلك، يعمل من أجل قطع الطريق

عليها على الساحة الشيعية عندما يقول أن “القوات” هي عدوة، وفي الساحات والبيئات الأخرى ،

من خلال إعادة توحيد صفوف 8 آذار من أجل محاصرة “القوات” والتخفيف من قدراتها على تحقيق

الفوز في الإنتخابات، لأنه، بقدر ما تعزّز “القوات” من حجم كتلتها النيابية، بقدر ما تزيد من قوتها على مواجهته.

ويخلص جبّور، إلى أن “القوات” قد تحوّلت، ولسببٍ من الأسباب، إلى العمود الفقري للقوى السيادية،

انطلاقاً من حيثيتها ووضعيتها السياسية، وبالتالي، فإن “حزب الله” يعتبر أنه إذا نجح في كسر هذا العمود،

على المستوى السياسي طبعاً، يستطيع شرذمة القوى السيادية على اختلافها، ويضع يده على البلاد برمّتها،

ذلك، أنه من خلال ضرب “القوات” سيوجّه رسالة إلى القوى الأخرى المعارضة له.

المصدر: ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى