اخبار محلية

جبران ـ سليمان… هل تعود معادلة بوتين ـ مدفيديف؟

صحيح أن اللقاء الذي استضافه الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصرالله قبل مدة، وجمع كلاً من رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل ورئيس تيّار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية على طاولة الإفطار الرمضاني، لم يتطرّق في أيّ من نواحيه إلى طبيعة المعركة الرئاسية المقبلة

غير أن روح اللقاء حمل عنواناً رئاسياً، وتالياً الأحاديث والمواقف السياسية النشطة في البلاد، التي ذهبت إلى حدود فتح الحديث الرئاسي قبل أوانه

فهل نحن أمام عودة محتملة لمعادلة بوتين ـ مدفيديف، بمعنى تبادل تولّي الموقع الرئاسي بين الغريمين المتصالحين جبران باسيل وسليمان فرنجية؟

بالنسبة إلى “حزب الله”

من السابق لأوانه التطرّق إلى الإستحقاق الرئاسي،

طالما أن رئيس الجمهورية ميشال عون لا زال موجوداً على رأس مهامه، ومن المعيب النقاش في هذا الموضوع الآن.

من جهة أخرى

يقرأ الحزب الأحاديث الجارية حول الإستحقاق الرئاسي، في إطار ممارسة التخويف من نتائج الإستحقاق النيابي المقبل،

والزعم أن له تأثيراً جوهرياً على الإستحقاق الرئاسي، وهذا يندرج ضمن “البروباغندا” التي تزعم بأن “حزب الله” يعمل للسيطرة على البلاد.

الكلام المنسوب إلى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الوزير السابق وليد جنبلاط، يوحي بذلك،

إلى جانب تبنّي “بَيك المختارة” نموذج مواجهة يقوم على الخلط ما بين النيابي والرئاسي، لأهدافٍ إنتخابية.

عملياً، الإستحقاق النيابي المقبل يذهب باتجاهات مختلفة.

ففي دائرة الشمال الثالثة

التي يُصطلح على تسميتها “دائرة الرؤساء”، يوحي استنفار الماكينة الإنتخابية التابعة لجبران باسيل أن هدفها الأساسي بلوغ المرتبة الأولى

على صعيد الأصوات التفضيلية التي سينالها المرشّحون في تكرارٍ لاستحقاق أيار 2018.

وفي دائرة تمثّل طبيعة رئاسية، تصبح حسابات الأرقام ذات بعدٍ آخر.

في المقابل، يريد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، أن

يحظى التكتل الذي سيجلس على رأسه يوم 16 أيار المقبل، بعدد أكبر من المقاعد، ومن ثم الأصوات.

وهنا، تتمثل معركة معراب في زيادة المقاعد، وليس المحافظة على العدد الراهن، فيما السيء بالنسبة إليها، أن تخسر مقاعد فيتراجع عديدها،

وهذا بالطبع له أن ينهي أسطورة قديمة قامت على فكرة أن “القوات” تتقدّم مسيحياً.

بهذا المعنى، يريد جعجع أن “يقرّش” نسبة الأصوات التي سينالها في الخامس عشر من أيار في الصندوق الرئاسي ذات تشرين.

صحيحٌ أنه قد سبق له وأن ادّعى بأنه أخرج فكرة الرئاسة من رأسه، وهذه الفرضية ردّدها مسؤولون قواتيون مراراً،

غير أن الأرقام، ولو أنها تأتي على سجيّة جعجع، فإنها لا بدّ لها أن تساعده في إعادة تنشيط فكرة الرئاسة مرة أخرى،

معيداً تفعيل معادلة “الأقوى مسيحياً”.

بالنسبة إلى سليمان فرنجية تتغيّر المعادلة بعض الشيء

بنشعي ترى في الموقع الرئاسي، أنه يأتي كنتيجة طبيعية لتقاطعات إقليمية ـ سياسية معينة،

هي التي تفرض الرئيس وتحدّد هويته، وبالتالي، لا حاجة لتسابقٍ في صناديق الإقتراع النيابي على الحصول على أرقام لافتة.

غير أنه ثمة من يعيب على بنشعي ما تفكّر به ويضعه في خانة الضعف السياسي،

معتقداً بأنها تفرّ من “منهاج الأرقام” لعدم قدرتها على تحصيل الرقم المعلوم، تبعاً لوضعيتها السياسية المؤثّرة في الحواصل،

دون أن تكون قادرة على بلوغ المراتب المتقدمة.

مع ذلك، فإن بنشعي أصلاً غير مهتمة، ولم تعثر على منفعة في شأن نقل مستوى زعامتها بعد لتغادر منطقة الشمال نحو ربوع أخرى،

على الرغم من محاولات سابقة تولّى ترتيبها مستشارون ل”البيك الماروني”، سريعاً ما وجدوا لديه عدم رغبة.

في المقابل، تنمو المعارك على الضفة الأخرى

صحيح أن قوى التغيير المفترضة أو عملياً مجموعات المعارضة المتنافرة والمشتّتة في دائرة الرؤساء،

لا حضور لها في المعركة الرئاسية المقبلة، غير أنها تحاول فرض معاييرها ونفسها في الصناديق، ضد مرشح وحيد هو جبران باسيل

ولو أنها اختلفت على صعيد التحالفات والترشيحات غير أنها متّفقة على إسقاط جبران باسيل في عمق دائرته.

المرشّح عن المقعد الماروني في دائرة البترون (دائرة جبران باسيل) مجد حرب،

أقرّ قبل فترة بأن معركته الحقيقية هي تدمير وسحق هالة جبران باسيل.

في الواقع، ها هي الحقيقة تتمثل هنا، وها هو الهدف الرئيس لكل المعركة.

الفرضية أعلاه إنما هدفها في الأساس محاولة كسر رئيس “التيار” إنتخابياً لإخراجه من دائرة المرشحين الطبيعيين للرئاسة،

وإظهار فشل خياراته السياسية.

ليبانون ديبايت – وليد خوري

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى