اخبار محلية

إنتخابات اللحظة الأخيرة… هذا ما يحصل في لبنان فقط

أغلب الظن أن لبنان هو البلد الوحيد الذي لا يعرف الناخب فيه إذا ما كانت الـ إنتخابات النيابية ستحصل في موعدها أم لا. يقولون إنه بلد “العجايب”.

نبصم بالعشرة، لأن بصمة الأصبع الواحد لا تكفي في هكذا أحوال.

ولماذا العجب؟ ألم يجعلونا ننتظر سنتين ونصف السنة تقريبًا حتى تأكدوا

أن الجميع وقفوا في الصف وقبلوا بالعماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية؟

فما الذي تغيّر بين الأمس واليوم، وماذا سيتغيّر من الآن حتى 31 تشرين الأول؟

لا شيء تغيّر. لا الأشخاص ولا الذهنيات ولا الطريقة التي أديرت بها الدولة في السنوات الماضية الأخيرة.
فعلى رغم كل الإستعدادات اللوجستية

التي قامت بها وزارة الداخلية والبلديات، مع أن “العين بصيرة واليد قصيرة”،

فإنه لا يزال هناك من يشكّك في إمكانية حصول هذه الـ إنتخابات

حتى قبل يوم من إقتراع المغتربين وأكثر من اسبوع من إقتراع المقيمين.

فلماذا يصرّ البعض على إثارة مثل هذا الغبار في هذا التوقيت بالذات وذرّه

في العيون لمزيد من التعمية؟ ولماذا يلجأ هذا البعض

إلى تخويف الناس من إمكانية وقوع أحداث أمنية في أكثر من منطقة،

الأمر الذي يبرّر “تطيير الإنتخابات”، أو على الأقّل تأجيلها، حتى في اللحظات الأخيرة.
قد يكون هذا التأجيل يصبّ في خدمة هذا البعض،

الذي لا يزال مجهولًا بالنسبة إلينا، وإن كان يخالج الكثيرين شعور

بأن جميع أحزاب السلطة من دون إستثناء تعتبر أن إجراء الـ إنتخابات

في موعدها لا يصّب في مصلحتها، خصوصًا أن النقمة الشعبية على أداء السلطة آخذة في التنامي.
ويتخوف هذا البعض من أن تؤثّر الموجات الفجائية،

التي يمكن أن تستجدّ في الربع الساعة الأخير، على نتائج الفرز النهائية. وهذه الموجات لا يمكن لأحد التكهّن بها، ولذلك فإن التحوّط لها غير ممكن، إذ يستحيل على الماكينات الإنتخابية تحضير الأرضية لمواجهتها، وبالتالي فإن وقوعها في الزمان والمكان غير المنتظرين قد يحدث بلبلة او فوضى يصبح من الصعب تطويقها أو الحدّ من مفاعيلها.

ربما يهدف هذا البعض من خلال بث مثل هذه الشكوك حول إمكانية

تأجيل الإنتخابات إلى دفع الناس إلى المزيد من اليأس والقنوط والقرف، خصوصًا “أن ما فيهم مكفّيهم”. وهذا القرف سيدفع هؤلاء حتمًا إلى البقاء في منازلهم يوم الإنتخاب.

قد تنجح أحزاب السلطة وقد تفشل في ما هي إليه ساعية، وبالأخصّ أن”عدّة الشغل” حاضرة، فهي لا تحتاج إلى كثير من الجهد حتى تقنع الناس بالبقاء في منازلهم ومقاطعة الإنتخابات، على رغم الحملات المضادة التي تحاول حضّ الجميع على الإقبال بكثافة على صناديق الإقتراع لتفويت الفرصة على أحزاب السلطة، التي تبدو متضررة من هذا الإقبال الضعيف، مع العلم أنها تشدّد على محازبيها ومناصريها بالإقتراع بكثافة، خصوصًا في بعض الدوائر الحسّاسة، التي يمكن أن تُقلب فيها الموازين والمعادلات القائمة حاليًا، والتي تجعلها متحكّمة بمسار الأمور الدستورية، أقّله تعطيلًا.
غدًا تبدأ المرحلة الأولى من الإنتخابات، حيث سيتوجه اللبنانيون غير المقيمين في الدول العربية والإسلامية بإستثناء دولة الأمارات العربية المتحدة إلى صناديق الإقتراع بعدما أصبح كل شيء جاهزًا.
غدًا سيقول اللبنانيون الذين يعيشون في هذه الدول كلمتهم الفصل، خصوصًا أن الجميع يعّولون على أصواتهم لإحداث التغيير المطلوب.

المصدر: لبنان24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى