اخبار محلية

رسالة إلى وئام وهاب…

كتب الصحافي اللبناني صلاح تقي الدين رسالة إلى وئام وهاب :

بدايةً، لا بد من توجيه الاعتذار إلى الصديق الأستاذ حسام حرب لاستعارتي كلمة المخاطبة التي ابتكرها في التوجّه عبر هذا المقال إلى المرشّح عن أحد المقعدَين الدرزيَّين في قضاء الشوف وئام وهاب.

فيا عزيزي وئام:

هل تظنّ أنّ ذاكرة الناس قصيرة ولا تحفظ لك أو للآخرين مآثرك الخطابية، ومواقفك الكلامية،

منذ أن أنعم عليك راعيك الأول ومشغّلك في نظام دمشق بلقب “المعالي”، الذي تفاخرتَ بأنّه سيظل ملازماً لك إلى آخر نفس؟؟

كلّا يا عزيزي وئام.

فلنبدأ بمواقفك الموثّقة من حليفك الانتخابي، ابن البيت الأرسلاني، وما قلتَه فيه مراراً وتكراراً من كلمات لم يقلها مالك في الخمرة، ونعتّه بأوصاف على الأرجح اقتبستَها من شعر لافونتين.

الناس لم تزل تحفظ لك هذه المواقف، وستظلّ تذكّرك بها في كل حين، خاصةً بعدما أذعنتَ،

وأذعن “صاحب المقعد الفاضي” كما وصفتَه، وكي لا أقول إنّكما تلقيتما “سحسوحاً”،

لكي تتحالفا ضمن لائحة انتخابية واحدة جمعت الأضداد لمواجهة أهل الجبل الرافضين للإذعان والخضوع بخلافك؟

هل تعتقد أنّ أهل الجبل نسوا، أو سيتناسون، أنّك عيّرتَ الأمير الأرسلاني بأنّه لم “يأخذ” يوماً شيئاً بيده،

بل كان ينتظر أن يمنّ عليه وليد جنبلاط، أو حزب الله، أو سوريا، لكي يحصل على مقعد نيابي أو حقيبة وزارية،

أو حتى تعيين موظف في الإدارة العامة؟ وها أنتَ اليوم تخوض المسار نفسه، وبصورة أكثر فجاجة، لكي تكون بمثابة حصان طروادة لمن تواليهم في دمشق، أو في الضاحية الجنوبية.

يا عزيزي وئام، من كان منزله من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.

حاولتَ إقناع الناس كثيراً بأنّك لستَ ساعياً للحصول على موقع، واتهمتَ حليفك الأمير بأنّه صاحب المقعد الفارغ،

وجاهرتَ بتجاهلك له من على منبر عين التينة، فما الذي دفعكَ لكي تضع نفسك في هذه الخانة؟

وكيف لمؤيّدي المير أن يقتنعوا أنّك حليفهم اليوم؟

لا بل كيف تحاول أن تصوّر نفسك غير “زحفطوني” لكي تصل إلى لقب “السعادة”، فيما أرشيفك الغني لا يزال ينضح بما فيك؟

أما وبعدما ضاقت بك على ما يبدو وسائل المنافسة الديمقراطية الشريفة، عدتَ إلى ما كنتَ عليه،

كاتب تقارير ومفبرك روايات، شببتَ عليها منذ اليوم الأول لحياتك الصحافية، فرحتَ تروّج من خلال معاونيك،

وهذا الأمر ليس بسرّ، روايات وأضاليل لا تنطلي على أحد، تتناول فيها تارةً سمعة أحد مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي،

وطوراً تفبرك روايات كاذبة عن الحياة الشخصية للزعيم الشاب تيمور جنبلاط، ولشقيقته الآنسة داليا جنبلاط.

“عيب” عليك يا عزيزي وئام أن يبلغ بك زمن الرٍدة هذا المستوى. لكن يبدو أنّك تتجاهل مبدأ حفظ الإخوان، أو فلنقل إنّك تطبّقه على القياس، وساعة تشاء.

إن دلّ ذلك على شيء، فهو على الحقد الذي يملأ قلبك، وعلى السخافة التي تتمتع بها،

رغم أنك عملت خلال 40 عاماً على تصوير نفسك بأنّك واضح الكلام، وصريح العبارة، وغير مرتهن لأي جهة كان.

لكن يا عزيزي وئام، وأنتَ تعيّر الحزب التقدمي الاشتراكي لتحالفه مع القوات اللبنانية التي على ما زعمت

أنت ارتكبت كل المعاصي بحق أبناء الجبل الدروز،

هل نسيتَ أنك أنت متحالف وتتكّل على مساهمة حزب الله في تحقيق حلم إبليس في الجنة، وإيصالك إلى مجلس النواب؟

هل نسيتَ أنّ حليفك هذا، أي حزب الله، حاول في 10 و11 أيار 2008، ارتكاب جريمة أفظع بحق أبناء الجبل؟

لا تقس الأمور بمكيالين. أم أنّ ذنوب حلفائك مغفورة؟

هل تعتقد أنّ أهل الجبل الشرفاء نسوا كيف كنتَ تغدق على مناصريك السلاح والأموال التي مصدرها من حليفك في الضاحية

بهدف تحويلهم إلى حصان طروادة يسهّل لهم تطويع الجبل وأبنائه كرمى للخدمات التي يغدقها عليك؟

الشمس طالعة والناس قاشعة يا عزيزي وئام.

تريد أن تجرّب حظّك في خوض الانتخابات ضد دار المختارة؟ هذا قرارك وأنت حرٌ فيه.

لكن أن تقنع الناس بأنك تخوض هذه الانتخابات مع من جاهرتَ علناً، في مقابلة مع السيدة سمر أبو خليل على شاشة الجديد بأنّ الأمير وجبران باسيل كانوا ضدّك،

وأنّهما كانا السبب في خسارتك الانتخابات الماضية، وأن تكيل الشتائم والسباب لحزب الله الذي لم يفِ بوعده لك بدعمك، فهذه المسألة ليست قابلة للنسيان.

وبالعودة إلى تقاريرك المفبركة والمضلّلة فهي، وأستعير كلامك، “مثل صرماية” أبناء الجبل،

ولن تقدم أو تؤخّر، وبالتأكيد لن تؤثّر عليهم، فخيارهم واضح، وقرارهم صلب في مواجهة كل محاولات التسلّل إلى بيئتهم ومصادرة حريّتهم،

وتحويلهم إلى رعايا في جمهورية الفقر، والعوَز، وجهنّم التي أوصلنا إليها مَن تتحالف معهم، ولن يردّدوا “خوش أمديد” إطلاقاً.

فالمختارة تاريخ، والمختارة تراث، والمختارة موقع عزّ.

وبالإذن من الأستاذ أكرم شهيب، المختارة مطحنة تطعِم في أيام القلّة، وتطحن في كل المواجهات.

غيومٌ كثيرة تلبّدت وتبدّدت، وسيبقى ربيع المختارة.

ب 15 أيار الجبل “رح” يذكّرك ويذكّرهم ب 10 و11 أيار.

صلاح تقي الدين – Alkalima Online

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى