اخبار محلية

باسيل يحشر بري… هذا ما تُخطط له معراب لنيابة رئاسة المجلس

باسيل يحشر بري… هذا ما تُخطط له معراب لنيابة رئاسة المجلس

حلقة شيقة من حلقات المسلسل اللبناني الدرامي سنكون على موعد معها في الايام القليلة المقبلة. فكل عناصر التشويق والمفاجأة

والانبهار اجتمعت قبيل استحقاق رئاسة المجلس النيابي ونيابة الرئاسة. وان كان البعض أفرط بتخيلاته بحديثه عن نية رئيس حركة “أمل” نبيه بري عدم الترشح،

ما كان ليحول المسلسل الى science fiction،

الا ان ما هو محسوم أن نتيجة هذا الاستحقاق ستحدد الأحجام الحقيقية داخل المجلس كما شكل الاصطفافات السياسية والاهم مصير الاستحقاقات الأخرى المقبلة

وعلى رأسها تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس يخلف للعماد ميشال عون الخريف المقبل.

صحيح ان بعض المشاورات انطلقت لتحديد كيفية التعامل

مع الاستحقاق الاول المقبل، الا ان الحديث والنقاش الجدي يبدأ يوم غد مع ترجيح الا يُقدم بري على الدعوة لجلسة الانتخاب قبل انقضاء مهلة الـ15 يوم التي يحددها الدستور.

بالأمس رفع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل السقف

عاليا باعلان رفضه المقايضة بين رئاسة المجلس ونيابة الرئاسة،

وهو ما تعتبره مصادر سياسية مطلعة على المشاورات الحاصلة “متوقعا ومنطقيا”،

لافتة الى ان “باسيل يعرف تماما انه قادر على حشر بري

في هذا الاستحقاق كما انه يستطيع أن يتدلل قدر ما يشاء لأنه

وحده يمتلك 18 صوتا اضافيا لمد رئيس “أمل” بها، لو اراد،

باعتبار ان مجمل الاصوات التي قد يحصل عليها بري

حتى الساعة لا يتجاوز الـ58 بينها أقل من 6 نواب مسيحيين”.

وتضيف المصادر:”يعرف بري أنه في وضع لا يُحسد عليه،

فبعدما حاز على 98 صوتا في الانتخابات الماضية،

لا يطمح لأن يُنهي مسيرته وولايته الأخيرة في رئاسة المجلس

(باعتبار انه سيكون تقدم في السن كثيرا في العام 2026) بتكليف بـ58 صوتا وبتشكيك بميثاقية هذا التكليف”.

وطالما أن رئيس “القوات” سمير جعجع حسم أمره باكرا برفضه التصويت لبري تماما كما قوى التغيير والقسم الأكبر من النواب المستقلين، لم يعد هناك الا باسيل يعول عليه رئيس “أمل”

وان كان هو الآخر لا يريد انم يظهر بموقع الضعيف والمستعطي،

ما دفعه لتكليف النائب علي حسن خليل الرد على باسيل لاقتناعه

بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت لدخول حزب الله

على خط التهدئة والعمل على صفقة يسعى رئيس “الوطني الحر”

أن يحصل عبرها أكبر عدد ممكن من المكاسب. أصلا المسرحيات التي يشارك فيها “الوطني الحر”

و”أمل” لا بل يكونان ابطالها باتت مكشوفة. فقبل أسابيع

من اعلان التحالف الانتخابي بينهما كانت الجبهات مشتعلة لحد حسم كثيرون ان الحرب ستتواصل بين الطرفين خلال الاستحقاق النيابي، الا انه وبسحر ساحر،

وهنا لا شك أن الساحر ليس خافيا على أحد وهو حزب الله،

توقف اطلاق النار فجأة على الجبهات وأبدع الفريقان بايجاد التبريرات والمسوغات للتحالف انتخابيا رغم الخلافات السياسية المتجذرة.

وبالتالي وبانتظار المبادرة التي سيقودها حزب الله

في الايام المقبلة والتي سينطلق منها على الارجح من وجوب تجاوز النكايات

والمنافسة السياسية داخل الفريق الواحد لضمان موقعي الرئاسة ونيابة الرئاسة وكسر ما يُعرف بـ”الفريق السيادي” في اول استحقاق

في المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد، بدأ باقي الفرقاء درس خياراتهم وما اذا كان هناك اي امكانية لحصد موقع نائب الرئيس بعدما حسم بري الرئاسة لصالحه

مع استحواذه وحزب الله على كامل المقاعد الشيعية في البرلمان.

وبحسب المعلومات، يعقد نواب “التغيير” الـ14 يوم غد الاثنين اجتماعا لبحث هذا الاستحقاق وكيفية التعاطي معه. ويقول احد هؤلاء النواب ان ما هو محسوم عدم التصويت لبري وعدم مقايضة التصويت له مقابل انتخاب ملحم خلف لنيابة الرئاسة.

من جهتها، تستنفر معراب بمحاولة لتحقيق انتصار أول لصالحها يؤسس لانتصارات أخرى.

وتقول مصادرها:”التصويت لبري بورقة بيضاء أمر محسوم لأنه لا يتمتع

بالمواصفات والمبادىء التي يجب ان يتمتع بها المرشح لهذا المنصب والتي كان قد عددها الدكتور جعجع”، معتبرة ان “هذه المواصفات يجب ان تسري على نائب الرئيس أيضا، لذلك وطالما لا نستطيع ان نطرح مرشحا للرئاسة لكننا بالمقابل قادرون على خوض معركة نيابة الرئاسة، فلا شك اننا لن نتخاذل لكن تعويلنا على ان تتفق مكونات الاكثرية الجديدة على اسم مرشح واحد نذهب للتصويت وفق مشروع سياسي يمهد لخوض الاستحقاقات المقبلة مجتمعين، وهذا سيكون اول اختبار لهذه الاكثرية”. وتضيف المصادر:”ها نحن نمد اليد لهذه الاكثرية المتمثلة بالحزب “التقدمي الاشتراكي”، المعارضة الكلاسيكية “الكتائب” ومستقلين، سنة “التغيير والسيادة” ونواب “الثورة” لدعم ترشيح شخصية واحدة وترجمة الانتصار النيابي الذي تحقق في 15 أيار لأن المسألة ليست مسألة أشخاص انما مشروع سياسي. ونحن نعتبر ان معركتنا الفعلية مع حزب الله وليست مع “الوطني الحر”…فدعونا لا نقدم ورقة مجانية لفريق الأقلية النيابية طالما لدينا فرصة على تحقيق انتصار جديد”.

بالمحصلة، قد يبدو الطموح القواتي كبيرا، باعتبار ان توافق كل المكونات المعارضة لحزب الله على اسم مرشح واحد لنيابة الرئاسة أمر صعب خاصة ان النقاشات قد تحتاج اسابيع بين قوى تختلف على الكثير من المقاربات والملفات، ما يجعل فرضية اتفاق باسيل وبري برعاية حزب الله أقرب للواقع، ما سيعني عندها تسجيل هذا الفريق هدفا أول في ملعب ما يُعرف بـ”السياديين”…الا اذا حصلت مفاجأة ما خلطت الأوراق..

المصدر: الكلمة اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى