أسدلت الستارة على مسرحيّة أبطالها الطبقة الحاكمة المتذاكية والفاسدة ، وبالأخص من يتفاوض على الحدود البحرية من أجل كرسي وعقوبات.
دخول باخرة التنقيب الى حقل كاريش وتجاوزها الخط 29 وإقترابها من الخط 23 و الحدود البحرية اللبنانية ، عنوانه الاستهزاء بهذه الطبقة وليس بنا
، لأننا كشعب لن نقبل أن نقوم بخيانة عظمى ونتنازل عن أي شبر من أرضنا مقابل عيون الوزير.
ليس مستغرباً أن يعتدي العدو الاسرائيلي على حدود لبنان و مياهه و الحدود البحرية كونه كياناً عدوانياً محتلاً، لكن الإستهزاء بنا بهذه
الطريقة هو أقبح من إعتدائه علينا ،
لأن دخوله هو نتيجة استعراضات مقاومة وهمية وتنازل حقيقي من هذه المنظومة
الحاكمة عن مياه لبنان وثرواته لصالح هذا العدو، وسنعاود لاحقاً رؤية المشهدية ذاتها مع الحدود السورية اللبنانية.
بتاريخ 16 شباط 2022 أبدى مرجع حكومي سابق لصحيفة الشرق الاوسط ، تخوّفه من أن يكون الهدف لتراجع لبنان عن
الخط 29 الدخول في مقايضة مع واشنطن لتسهيل مهمة الوسيط الأميركي بين لبنان وإسرائيل في مقابل رفع
العقوبات المفروضة على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خصوصاً أن رفعها كان طُرح سابقاً بين مساعد
وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل قبل أن يترك منصبه مع انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات
المتحدة وبين عدد من النواب المنتمين إلى تكتّل “لبنان القوي” برئاسة باسيل.
وفي هذا السياق صرح الدكتور رئيف خوري لقناة الحدث بأن رئيس كتلة الوفاء للماومة محمد رعد في خطابه بحسينية
الغندورية طالب بانشاء شركة للتنقيب عن النفط . اي التعاون مع ايران لمنحها منفذا للوصول الى نفط لبنان في شرقي
المتوسط .
دعوة رعد تلتقي مع دعوة حسن نصر الله بتأجيل موضوع السلاح لسنتين للتفرغ للشؤون الاقتصادية . يظهر هذا التوجه
بعد اتفاق باسيل مع آموس هوكشتاين لارضاء ايران من خلال ترسيم الحدود باحلال شركة ايرانية واخرى اميركية محل إني
الايطالية ونوفوتيك الروسية .
لا قيمة للجدال الدائر حول الخطين 23 و 29 لأن جبران باسيل وافق مع هوكشتاين على خط متعرج يحفظ لاسرائيل حقل
كاريش وللبنان حقل قانا . مقابل رفع العقوبات عنه ، وعدم فرضها على نبيه بري ، والاعتراف ضمنا بحزب الله .
كل ما نشهده من تصريحات من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليست الا تصريحات
للحفاظ على ماء الوجه بعد ان تعالت اصوات الاحرار مطالبة بموقف واضح من الدولة اللبنانية.
مطالبة جبران باسيل بالخط المتعرج وسكوت حزب الله عن انتهاك العدو لحدودنا حتى الآن يثير الكثير من التساؤلات
ويدعونا لأخذ تصريحات الدكتور خوري في الحسبان .
هل نحن امام خيانة عظمى بكل ما في الكلمة من معنى ….
مارغوريتا زريق- الكلمة أونلاين
المصدر:القناة 23
للمزيد من الأخبار اضغط هنا
