اخبار محلية

بيروت مُهدّدة بـ”العطش”!

بيروت مُهدّدة بـ”العطش”.. شحّ المياه يتصاعد

مؤخراً، اعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أنّ “الشحّ الحاصل في مادة المازوت والغلاء المتزايد في الاسعار، والانقطاع المتمادي للتيار الكهربائي عوامل أساسية تحدّ من قدرة محطات الضخّ على تأمين التغذية بالمياه.

وقد بلغت الانعكاسات السلبية  لذلك حدّها الأقصى. والأمور تتّجه إلى المزيد من التأزّم”، الامر الذي اجبرها على اعتماد برنامج  تقنين قاس للمياه إلى ان تحل الامور.

فتش عن مصرف لبنان

 يأسف جان جبران رئيس مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان في حديثه لـ”لبنان 24″، لعدم تمكن المؤسسة من تأمين التغذية بالمياه بالوتيرة السابقة للمشتركين لديها.

وقال:

“نحن اليوم في وضع اصبحت فيه محطات الضخّ تعمل بقدرتها الدنيا. علماً بأنّ أيّ عطل في مولّداتها يحتاج إلى تأمين مبالغ بالعملة الصّعبة،

سواء لشراء قطع الغيار أم لتسديد فواتير التصليح، ومعلوم أنّ الأعطال في هذا المجال تتكرّر في وقت تفتقر المؤسّسة إلى العملة الصّعبة غير المتوافرة”.

جبران اوضح ان صعوبة الوضع هي التي اجبرت المؤسسة مكرهة على البدء باعتماد برنامج تقنين حادّ وقاسٍ،

لا سيّما في المناطق التي تتغذّى بالمياه من محطّات الضخّ العاملة على المازوت او الكهرباء.

و أشار في حديثه إلى سعي المؤسسة بكل ما تملك من طاقة  لتأمين المازوت، ولكن الكميات تبقى أقل من المطلوب،

ما سينعكس بشكل مباشر على تراجع التغذية بالمياه في كل المناطق الخاضعة لنطاق عمل مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان.

وكشف في حديثه عن معاناة  المؤسسة التي يتولى ادراتها مع المصرف المركزي،

وذلك من خلال رفض الاخير التعامل مع مؤسسات المياه في لبنان بغير الدولار الاميركي وبحسب سعر السوق. 

في حين ان هذه المؤسسات لا تملك الدولار، ولا تزال تتعامل مع المشتركين لديها بالعملة المحلية.

واضاف:

“نحن بحاجة إلى 200 الف ليتر مازوت اسبوعياً، في حين ان الكمية التي نحصل عليها حالياَ لا تتجاوز الخمسين الف ليتر اسبوعياً.

بالإضافة إلى تأثير الفرق الكبير بين أرقام الميزانية  وأسعار الصرف في السوق اليوم ،

فالمؤسّسة عندما اعدت ميزانيتها السنوية هذا العام اعدتها على اساس سعر الطن للمازوت البالغ 400 دولار، ،

فيما بات سعر الطن اليوم 1500 دولار، وفي ظل الغياب الشبه التام للكهرباء هذه السنة 

فأن المؤسسة وجدت نفسها مضطرة لإستعمال كميات كبيرة من المازوت الذي كان مخرناً لديها،  والذي شارف اليوم على النفاد”.

 جبران اوضح أن الماوزت الذي يتم استعماله لتشغيل محطات الضخ اصبح ثمنه  بالدولار من قبل الشركات المستوردة، الامر الذي لا قدرة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان على تلبيته.

واكد على صعوبة الاستمرار  إذا  لم  تقم الدولة بدعم سعر المازوت لمؤسّسات المياه. وقال:

” وبالرغم من أن مسؤولية تأمين الطاقة لتشغيل محطات ضخ المياه تقع على عاتق مؤسّسة كهرباء لبنان،

  فإن هذه الاخيرة تجد نفسها اليوم عاجزة عن القيام بدورها في هذا المجال،ممّا فرض على مؤسّسات المياه القيام بهذا الدور وإنتاج الكهرباء.

وناشد الجمعيّات غير الحكوميّة المساعدة على تأمين المازوت، بعد أن اقتصرت مساعداتها لمؤسّسات المياه على التصليحات الصّغيرة “.

اذا كانت ازمة تأمين المياه للمواطنيين هي الاهم الاكبر اليوم لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان،

فهذا لا يعني ان هذه الازمة هي الوحيدة التي تعاني منها هذه المؤسسة.

فالوضع الاقتصادي الصعب اجبر عددا كبيرا من مهندسي المؤسسة وموظفيها الاكفاء على تقديم استقالاتهم  والتفتيش عن عمل في اماكن اخرى تؤمن لهم مدخولا اكبر. 

صعوبة الوضع كان من نتائجه ايضا شلل في معظم اقسام المؤسسة،

فالعامل  بات غير قادر على الذهاب يومياً إلى عمله بعد ان اصبح راتبه بالكاد يساوي ثمن صفيحتين من البنزين.

والوضع يزداد كل يوم صعوبة بحسب مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان”.

سياسات خاطئة

 خبير مختص في شؤون المياه والطاقة  قال في اتصال مع “لبنان 24”:

“جاءت الازمة الاخيرة لتثبت السياسات الخاطئة التي تربط الطاقة بالمياه  في لبنان.

واثبت انقطاع المياه في اكثر المناطق السكنية اكتظاظاً، بسبب انقطاع الكهرباء، ضعف الإطار الاستراتيجي الذي استندت إليه سياسات الطاقة والمياه “

واضاف: “وبما أن منابع أهم مصادر المياه العذبة  وغير الملوّثة تقع فوق ارتفاع 800 متر عن سطح البحر،

كان يفترض أن تروى غالبية المدن الساحلية بحسب قانون الجاذبية، من فوق إلى تحت، أي من دون حاجة إلى الطاقة الكهربائية لتشغيل المضخّات والمولّدات،

إلا في الأماكن القليلة التي تحتاج إليها. وكان ممكناً تجهيز هذه المحطات والمضخات للعمل على الطاقة الشمسية، كما اقتُرِح عام 2007 على وزارة الطاقة والمياه من دون أن تأخذ به.

الحل بالطاقة الشمسية

 معاناة كبيرة تلك التي يعيشها اهالي قضاء عاليه من جراء انقطاع المياه منذ اكثر من شهر، كما اوضح “عصام حتي” رئيس بلدية شملان في حديثه لـ ” لبنان 24″

والذي اضاف: “وكأنه لا يكفي الناس جحيم الوضع المعيشي من جراء الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشونه اليوم، حتى تضاف إلى مشاكلهم الكثيرة مشكلة جديدة ، وهي اضطرارهم  لشراء المياه وبأسعار مرتفعة من اصحاب الصهاريج”.

حتي ابدى تشاؤمه من الوضع معرباً عن اعتقاده بأنه لا حل في الافق القريب.

البحث عن حل أوصل إلى اتصال اجرته البلديات  في منطقة عاليه مع منظمة الانماء الاوروبي”” undp،

من اجل تركيب نظام طاقة شمسية يكون بديلاً عن نظام تشغيل محطات الضخ بواسطة الكهرباء او المازوت ،

والبحث لايزال جاريا في هذا الموضوع.

“الحالة  المأساوية هذه ليست محصورة بعدد معين من القرى والبلدات بل هي حالة عامة تشمل معظم قرى قضاء عاليه. بإستثناء بعض القرى التي تتغذى بواسطة نظام الجاذبية ،

والتي تبقى حالتها من تلك التي تتغذى بواسطة نظام الكهرباء او المازوت  بحسب “حتي”.

لبنان 24

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى