اخبار محلية

باسيل يفتعل كباشاً سياسياً مع ميقاتي.. فهل ينال مُبتغاه؟

باسيل يفتعل كباشاً سياسياً مع ميقاتي.. فهل ينال مُبتغاه؟

بعيدا عن الاستحقاق الاساسي والذي لا يبدو أن أحداً قادر على توقّع مساره والمرتبط بالتوتر الحدودي بين لبنان والعدوّ الاسرائيلي وإمكان اندلاع مواجهات مسلّحة بين الطرفين،

يبرز استحقاق بالغ الاهمية على الساحة السياسية اللبنانية يتمحور حول الاستشارات النيابية المُلزمة لتكليف شخصية تتولّى تشكيل حكومة جديدة تواكب المرحلة المُقبلة والتي من المُتوقّع حتى هذه اللحظة أن تشهد فراغاً رئاسياً.

عملية الاستشارات النيابية لم تأخذ بريقاً سياسياً واعلامياً كما في مراحل سابقة، اذ إن معظم القوى تبدو صراحةً غير مهتمة بها بالقدر الكافي

لأسباب سياسية توحي بأن مهمّة تشكيل حكومة جديدة تبدو صعبة للغاية ومضيعة للجهد والوقت

باعتبارها حكومة “كم شهر”، وفق مصادر مطّلعة، حيث ستسقط تلقائياً فور نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون.

وعلى هامش هذا الاستحقاق تكشّف كباش سياسي افتعله “التيار الوطني الحر” مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي،

الامر الذي بدا مستغربا لدى بعض الاوساط السياسية خصوصا وان “التيار” اوحى باكراً بعدم رغبته بتسمية ميقاتي

ثم اكده رئيسه النائب جبران باسيل في مقابلة تلفزيونية حيث ألزم نفسه وتياره بالذهاب بعيداً في هذا القرار السياسي ولم يعُد امامه سبيلاً للتراجع عنه.

عملياً، وبمعزل عن الشعارات التي أطلقها “الوطني الحر” والنائب جبران باسيل والتبريرات التي أوردها لعدم تسمية ميقاتي

الا ان الواقع هو انه يرغب في استمرار الحكومة الحالية بتصريف الاعمال إذا ما قطع الأمل من أن تلبّي الحكومة الجديدة طموحاته السياسية،

وعليه فإن باسيل فتح معركة غير جدّية بهدف تحسين ظروفه التفاوضية حول الحكومة المقبلة.

يريد باسيل تكرار تجربة المرحلة الفائتة

وذلك من خلال عدم تسمية رئيس الحكومة ومن ثم اعطائها الثقة في حال استطاع الحصول على مبتغاه منها،

وهو عملياً يريد حصّة وازنة تمنحه قدرة تعطيلية بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا،

لذلك يبدو أنه يتمادى اليوم في التصعيد الذي لن يستمر بالوتيرة نفسها لا سيما وأنه يدرك أن تشكيل اي حكومة يستوجب التفاوض مع رئيسها المكلف

الذي من المتوقّع وفق التقديرات الحالية أن يكون ميقاتي الذي اكّد في اكثر من مرة عدم سعيه لهذا الموقع،

غير أن كل المؤشرات، ومن بينها الدعم الاقليمي والدولي، تدل على أنه سيكون الاوفر حظاً بلا منافس مؤثر.

وبعيدا عن اسم الرئيس المُكلف

لا يبدو ان القوى السياسية على اختلافها، ومن بينها اي شخصية ستترأس الحكومة المقبلة،

في وارد إعطاء باسيل مفتاح التحكّم بالمسار الحكومي من خلال توازنات لم يتمكّن من الحصول عليها في السابق عندما كان “العهد” في بدايته

فكيف ينتزعها اليوم والفترة المتبقية من عمر “العهد” بدأت تسير بالعدّ التنازلي!

وبحسب مصادر وزارية فإنه لن يكون للنائب جبران باسيل ما يريده بالسهولة التي يتوقعها ولن تنفعه استراتيجية التصعيد لتحصيل مبتغاه.

وعلى ضوء ما تقدّم، فإن كل المعطيات تشير الى أن

عملية تشكيل الحكومة وبالتوازي مع الكباش السياسي القائم ستكون مهمّة شاقّة ومعقّدة وربما طويلة الأمد،

إذ قد يتعذّر تشكيل حكومة جديدة في ظلّ التوتر السياسي الحاصل ما سيؤدي الى استمرار حكومة تصريف الاعمال لأشهر تتخطى انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون إذا ما سقط البلد في الفراغ الرئاسي.

المصدر: خاص “لبنان 24”

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى