اخبار محلية

“تكويع وتخوين”… هكذا رَبح جنبلاط

شكّل لقاء كليمنصو الذي ضمّ “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”حزب الله” أرضيّة جديدة للإصطفافات السياسيّة على وقع الإستحقاق الرئاسي

ليَرسم “حقبة جديدة” من العلاقات بيْن القوى السياسية التي ستُرخي بظلالها على هذا الإستحقاق وما يَليه من إستحقاقات كتشكيل الحكومة وبيانها الوزاري،

إضافةً إلى الموضوع الأبرز وهو ترسيم الحدود وما يتعلّق به من ملامح مواجهة مع “إسرائيل”.

ووسط التجاذبات حول أهميّة هذا اللقاء وما يعنيه من خروج لـ “الإشتراكي” من عباءة المعارضة

وإلتحاقه بـ “محور الممانعة” يُحاوِل كل فريق أنْ يستثمر هذا “الإنقلاب” لصالحه،

ففيما يلتزم الفريق المُمانع الصمت وعدم التعليق على إعتبار أنّ

الأمور حُسِمت من جهته يُسارع الفريق الآخر إلى التقليل من أهميّة اللقاء أو إعتباره إنجازًا للمعارضة وفق ما سرّب عن مضمون اللقاء.

وفي وقتٍ إنشغل الفريق المُعارض بإستيعاب “تردّدات الصدمة” وتسجيل نقاط في “اللقاء” لصالح “البيْك”،

لمّح هذا الفريق بإطلالات لكوادره إلى إعتبار جنبلاط جزء لا يتجزأ من المعارضة وأنّ اللقاء هو بهدف تعزيز موقف هذا الفريق.

ومن هذا الباب، عَلم “ليبانون ديبايت” أنّ

“رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في سعيْه للقاء وفد حزب الله حرِص على توجيه تطمينات إلى شركائه في المعارضة عن أنّه لن يتنازل عن الخطوط الأساسيّة

وفي هذا السياق جاءت زيارة نجله تيمور إلى الديمان للقاء البطريرك مار بشار بطرس الراعي بعد ساعات من لقاء كليمنصو،

حيث لمس جنبلاط الإبن تفهمًّا بطريركيًا لخطوة جنبلاط لا بل تشجيعًا لها على قاعدة تعزيز الحوار بين مختلف القوى”.

وإذْ تتوجس أوساطٌ مُعارضة من قدرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي على التأثير، بقرار زعيم المختارة لجهة إنتخاب رئيس من الفريق المُمانع”

ينفي مصدر “إشتراكي رفيع” لـ “ليبانون ديبايت” ذلك، ويضعه في إطار التكهنات”

مُشدّدًا على أنّ

“الأمر يُبحث في الوقت المُناسِب وهذا الكلام لا يمت للواقع وللحقيقة بصلة على الرغم من التواصل والحوار الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي”.

ويكشف بأن

“الحوار يتمّ بشكل مباشر مع حزب الله على عكس المرّات السابقة حيث كان يُعقد برعاية برّي نتيجة الخلافات الكبيرة بين الطرفيْن”

ويفيد بأنّ

“الإشتراكي على تواصل دائم مع برّي وهو يضعه دائمًا بالأجواء ويتشاور معه بمختلف الملفّات”.

ويعتبر المصدر أنّ

“اللقاء بين جنبلاط وحزب الله يأتي بعد أنْ إستطاع جنبلاط تحقيق إنتصار شعبي كبير في الإنتخابات النيابية

التي كان يعتقد حزب الله فيها أنه سيتمكّن من هزيمة جنبلاط في “عقر داره”

وما اللقاء والزيارة لوفد الحزب إلى كليمنصو إلّا الدلالة على إقرار حزب الله بما حقّقه جنبلاط”.

ويرى، أنّه

“رغم تهجّم بعض أفرقاء 14 آذار من شخصيّات وحزبيين تحت شعار أنّ “جنبلاط يكوّع”

فيما ذهب البعض إلى حدّ بعيد في التهجّم بالقول أنّ جنبلاط “جبان” أو “خائن”،

فإنّ جنبلاط في اللقاء كان أحرص من هؤلاء على قول مواقفه من النقاط الخلافيّة المرحليّة مع حزب الله،

على إعتبار أنّ نقاط الخلاف الأساسيّة الأخرى كموضوع السلاح خارجة عن أيّ إمكانية للنقاش أو الحوار في هذه الظروف”.

ويلفت إلى أنّه

“وفق هذه المُسلمات فإنّ جنبلاط ركز على النقاط المرحليّة: الملفّ الإقتصادي وهموم الناس، إنتخاب رئيس للجمهوريّة، وترسيم الحدود البحرية.

وفي هذه النقاط الثلاثة لم يتخلَّ جنبلاط عن قناعاته بل تحدّث بها بكل صراحة وطرح الأسئلة التي قال إنه ينتظر جوابًا عليها”.

كما يعتبر أنّه

“في المُحصّلة إذا تمكَّن جنبلاط من الوصول إلى نقاط تفاهم مع حزب الله حول هذه العناوين الثلاثة أو حتى على واحد منها على الأقل،

سيكون قد حقَّق إنجازًا أساسيًّا للبنان واللبنانيين، وهذا ما لَن يستطيع تحقيقه أيّ من الذين يُخوّنون جنبلاط.

وبحال لم يَستطع جنبلاط التوّصل إلى تفاهم على أيّ مِن هذه العناوين،

سوف يكون قد حقّق أيضًا إنجازًا معنويًا أمام الرأي العام بأنّه كان الوحيد الذي تخطّى الحواجز والخلافات وحاول أن يفتح كوّة في جدار الأزمة

لكي يُخفِّف المزيد من الإنهيارات على البلد بدل أنْ يَبقى مُتمترسًا خلف الإنقسام والذي على أحقيّة أسبابه يجب تخطّيه لمُحاولة إنقاذ لبنان”.

ويختمُ مؤكّدًا أنّه

“إذا كان هناك أي أحد يعتقد أنه بالإمكان فرض شيء ما في البلد دون التفاهم مع حزب الله بما هو عليه من أمر واقع

بالإضافة إلى أنه حالة شعبيّة، فذلك سيكون أحد أكبر ضروب الغباء، وسوف يقود البلاد في مسار الدمار الكبير”.

ليبانون ديبايت

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى