اخبار محلية

“الاشتراكي والقوات”.. ماذا بعد الانسحاب؟؟

منذ عدة اسابيع، و”القوات اللبنانية” تحاول التركيز من جديد على المرحلة التي تلت الانتخابات النيابية واستيعاب نتائجها بعدما لم تتمكّن مع حلفائها من الحصول على اكثرية نيابية واضحة، الامر الذي يفسّر من جهة كل الهجمات الاعلامية التي بدأت “القوات” مسارها التصعيدي في السياسة الداخلية وسعيها من جهة اخرى لتوحيد القدر الممكن من الكُتل النيابية والنواب المستقلين والمنفردين بهدف التأسيس لجبهة سياسية وازنة.

يعمل حزب “القوات” ضمن إطار تصحيح “الخطأ” الذي وقع به رئيسه سمير جعجع عبر ترشيح قائد الجيش جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، لأن هذا الترشيح، وفق اوساط معراب، جاء باكراً جداً ولا يخدم تحسين الشروط التفاوضية للقوات لأن جعجع ظهر من خلاله وكأنه يتنازل منذ بداية المفاوضات عن ترشحه للرئاسة.

عملُ “القوات” دونه العديد من العقبات، لكنه يتّجه لتحقيق بعض الانجازات منها إنهاء حالة الخصام الكبير مع “الكتائب اللبنانية” اولاً، وتالياً مع نواب “التغيير” المنبثقين من المجموعات المدنية الذين ترغب “القوات” بانضمامهم معاً في جبهة واحدة، اضافة الى النواب المستقلين الذين يشكلون، سياسياً، جبهة قريبة من “القوات”، ما يسهّل عملية التنسيق معهم في المرحلة المقبلة.

لكن العقبة الاساسية التي ستواجه “معراب” في محاولة توحيدها لصفوف معارضي “حزب الله” ستظهر في عدم سهولة استقطاب “الحزب التقدمي الاشتراكي” الذي وجّه رئيسه وليد جنبلاط رسالة قاسية لجعجع حين مرّر بعد سؤال من احد الصحفيين خلال زيارته الاخيرة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي في دارته بأنه لم يستمع أساساً لخطاب جعجع الذي جامل فيه “التقدمي الاشتراكي” في مسعىً لفتح صفحة جديدة معه للتباحث والتنسيق حول ملف الاستحقاق الرئاسي. من هنا يبدو أن “الاشتراكي” يتجه بشكل واضح نحو عدم التحالف وتحديداً مع “القوات” في مواجهة “حزب الله”.

ترى مصادر سياسية مطلعة بأن خروج “التقدمي الاشتراكي” من جبهة المعارضة اقلّه على مستوى التحالفات يقطع الطريق على التكتّل الذي تؤسس له “القوات اللبنانية”والتي ستبدو ضعيفة نسبياً لأنها ستجد صعوبة فعلية في استقطاب قوى ونوّاب ليصل عددهم الى ثلث عدد نواب البرلمان وتتمكن بعدها من تعطيل جلسات انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وفرض شروطها او نفسها كمرجع أساسي للتفاوض من قِبل بعض القوى السياسية، وبالتالي فإن تخلّي “الاشتراكي” عن دعم “القوات” سيجعلها عاجزة فعلياً عن تحقيق انجازات تُحسب داخل المجلس النيابي على المستوى السياسي.

ثمة تحدٍ آخر تعاني منه “القوات اللبنانية” ويكمن في عدم قدرتها على استقطاب بعض النواب المقربين من “تيار المستقبل” لتشكيل جزء من التحالف، لكن الواقع السنّي الذي لا يزال غير متقبلٍ للقوات بعد جملة أسباب تراكمت منذ العام 2017، سيجعل من انضمام هؤلاء النواب امراً غير سهل على الاطلاق، لا سيما وإن بعضهم يميل بشكل كبير للتحالف مع جزء من قوى الثامن من اذار والتنسيق معهم.
المصدر: خاص “لبنان 24”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى