اخبار محلية

“قمحة” الترسيم: متى يبدأ تدفق الأموال؟

من الطبيعي أن يحتلّ اتفاق الترسيم البحري المرتقب، المساحة الأولى في المشهد الداخلي بكل مستوياته، لكن السؤال الأساسي المطروح، يتركز حول المهلة التي سيبدأ فيه لبنان واللبنانيون الإستفادة من مليارات النفط والغاز الموعودة.

متى يبدأ تدفّق الأموال؟ عن هذا السؤال، تُجيب مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخبيرة لوري هايتيان، بأن القصة طويلة وجني الأرباح أو المليارات، لن يبدأ قريباً. وتقول هايتيان لـ “ليبانون ديبايت”، إنه بعد إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية، سيكون لبنان، أمام سلسلة خطوات، وتتطلب سنوات من العمل والإصلاح والإنتظار قبل تحقيق الأرباح، أبرزها، أن تباشر الشركات النفطية، العمل بالأنشطة البترولية، والتي ستبدأ في البلوك رقم 9، للتفتيش واكتشاف حقل الغاز، وبعدها تبدأ بإعداد الدراسات اللازمة والتقييم من أجل تحديد حجم البئر الذي اكتشفته والمدة الزمنية المطلوبة من اجل التطوير، بالإضافة إلى البنى التحتية المطلوبة للتطوير كما العراقيل التي قد تواجهها، وصولاً إلى التمويل”.

ولا تتوقع هايتيان، أن تسلك كل هذه المراحل سبيلها نحو التنفيذ، قبل صدور قرار التطوير وإنتاج الغاز من البئر التي ستجري فيها أعمال الحفر والإستخراج، وبالتالي، أمام لبنان، مرحلة طويلة قبل بدء الإنتاج وتدفق الأموال، بعد بيع الغاز.

ومن هنا، فإن المسار طويل وشاق قبل أن يبدأ الإنتاج وقبل أن يبدأ اللبنانيون بتلمّس “دولارات الغاز” في الأسواق، كما توضح هايتيان، التي تؤكد أن المطلوب أولاً التفتيش عن هذا الغاز في المياه اللبناني، وأن تحدد الشركات التي تتولى أعمال الحفر، حجم البئر النفطية والكمية الموجودة فيها، وتأمين التمويل والبنى التحتية لأعمال الإستخراج والإنتاج، أي أن الدفع سيسبق تحصيل الأرباح.

لكن هايتيان تستدرك، موضحةً أنه “إذا باع لبنان الغاز، لا شك أن تدفق الأموال، سوف يسير وفق آليةٍ خاصة لأن الشركات التي ستبيع الغاز، هي التي ستجني الأرباح وتدفع نسبة منها للدولة اللبنانية التي أصبحت شريكة وتملك 20 بالمئة، ولكن عليها أن تشارك في دفع تكاليف استخراج وانتاج الغاز”.

ورداً على سؤال عن الفترة الزمنية المرتقبة قبل تحقيق الفائدة الإقتصادية، تقول هايتيان، إنها تستغرق سنوات عدة، مشيرةً إلى أن “ما من مشروع في المنطقة تمّ اكتشافه وبدأ الإنتاج فيه في فترة زمنية قصيرة، إذ أن الفترة المقدّرة وذلك في حال توافر البنية التحتية الضرورية للعمل، كمحطات إنتاج الغاز، هي ما بين العامين وثلاثة أعوام، مع العلم أن بعض المشاريع في الدول العربية، لم تتمكن إلى اليوم، من بدء العمل وتحقيق الأرباح رغم مرور عشر سنوات على بدء الإستخراج وإنتاج النفط والغاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى