اخبار محلية

حينها يقلب باسيل الطاولة على الحزب

يُخفي رئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في داخله أحلاماً رئاسية تظهر جيداً في تصريحات رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ونواب وقياديي “التيار الوطني”. لكن ترشّح باسيل للرئاسة ليس بالسهولة التي يتصوّرها البعض، بل يتطلّب دراسةً دقيقة قبل الإقدام عليها.

عدة مكاسب سياسية يحقّقها باسيل في حال أعلن ترشّحه لرئاسة الجمهورية، مع علمه أن وصوله مستحيل، لكن بهذه الخطوة يُثبّت باسيل موقعه كمرشحٍ طبيعي، على غرار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزف عون.

أيضاً، بترشّح باسيل للرئاسة، رسالة واضحة إلى جعجع مفادها أن باسيل كما جعجع، يملك قوةً تمثيلية مسيحية باعتبار أن ل”التيّار الوطني” كتلة نيابية وازنة تضم 18 نائباً، وبالتالي، لا يحقّ لـجعجع تكريس نفسه كزعيمٍ أوحد على الساحة المسيحية. وهو بذلك يقطع الطريق أمام وصول أي مرشّح يعادي “التيار الوطني”، عبر إجبار المرشّحين الأقوياء على الإنسحاب من السباق مقابل انسحابه أيضاً، والذهاب نحو خيارٍ توافقي لا يحمل في مشروعه الرئاسي نيّة بالإنتقام من “الوطني الحر”.

في السياق، تقول مصادر سياسية، إنه من الممكن جداً أن يُقدّم باسيل ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وهذا يأتي في سياق المناورة السياسية لدفع “حزب الله” إلى التفاوض جدياً معه في مسألة الإستحقاق الرئاسي، ولقطع الطريق بشكلٍ حاسم أمام سليمان فرنجية.

ذلك، لأنه إذا لم يُقدم باسيل على هذه الخطوة، فإنه لن يغلق الباب تماماً أمام فرنجية. لذلك، يريد أن يرفع سقفه السياسي ويريد أن يزيد من العراقيل أمام وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة. كما أن باسيل، وفق المصادر، يريد أن يقول في مكان ما للحزب، بأنه الشريك المسيحي الأول له، وإنه لا يقبل بأن تكون هناك مساواة بينه وبين فرنجية الذي لا يتمتع بالشعبية التي يتمتع بها العماد ميشال عون وفريقه السياسي.

في أحسن الأحوال، هدف باسيل هو الفوز بترشيح الحزب مستبعداً فرنجية. أمّا في أسوأ الأحوال، يشطب باسيل ترشيح فرنجية ويذهب مع “حزب الله” باتجاه مرشّح ثالث يحظى بتأييد الحزب و”التيّار”، لكنه يكون رئيساً بلا لون أو طعم، يستطيع الطرفان استخدامه كمطيّة سياسية، وهناك عدد كبير من الأسماء المتوافرة التي يجري التفاوض حولها في الوقت الحاضر.

لكن المصادر نفسها، تشير إلى أن باسيل لن يترشّح طالما أن “حزب الله” لم يتبنَّ فرنجية، لكن في حال فعلها الحزب، سيقلب باسيل الطاولة على الحزب وفرنجية، ويعلن ترشّحه رسمياً، مهدّدًا بذلك إتفاق مار مخايل سنة 2006.

ليبانون ديبايت – محمد المدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى