اخبار محلية

فرنجية يراكم الخطوات الرئاسية على نار هادئة

بعد ست جلسات “خميسية” يمكن القول في الظاهر إن لا شيء قد تغيّر في المشهدية الرئاسية. فالمواقف باقية على حالها من دون تسجيل أي خرق في الجدار الرئاسي. ولكن هذا لا يعني أن لا مؤشرات على تقدّم ما يشي بإمكانية إيجاد دينامية متقدمة قد يُستشّف منها حلحلة داخلية معينة قد تتماهى مع ما تقوم به فرنسا من مساعٍ، بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية بالتحديد. وهذه المؤشرات الجديدة يمكن أن يُفهم منها أن الجلسة الرئاسية السابعة ستشهد بعض الملامح التغييرية، التي يمكن الإستناد إليها للمرحلة الآتية، والتي قد تمتد إلى ما بعد رأس السنة.

ولا شكّ في أن هذه المؤشرات تصبّ في خانة رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، وذلك وفق المعطيات التالية:
أولًا، إقتناع “حزب الله” بأن “البيك” هو رجل المرحلة. فعلى رغم كونه ينتمي إلى “محور الممانعة”، وعلى رغم أنه يستطيع أن يحمي ظهر “المقاومة”، فإنه قادر على أن يمدّ جسور التواصل مع الجميع من دون إستثناء، حتى مع خصومه السياسيين، ومن بينهم بالطبع “القوات اللبنانية”.

ولذلك، فإن “حارة حريك” لا تجد بديلًا من “إبن الحسب والنسب” ليكون رئيسًا للجمهورية، على رغم أنه لا يملك حيثية نيابية مسيحية كتلك التي لدى كل من الدكتور سمير جعجع والسيد جبران باسيل، لكن ما يختزنه في شخصيته من مواصفات وميزّات يفوق هذه الحيثية، التي “يتاجر” بها رئيس “التيار الوطني الحر” أكثر من غيره.

ثانيًا، لو يُسأل الرئيس نبيه بري عن إسم مرشحه المفضّل لديه لأتى الجواب سريعًا ومن دون تردّد: سليمان فرنجية.
فما يراه “الأستاذ” قد لا يراه سواه. فهو يراهن دائمًا على “الحصان” الرابح. ويعتمد بذلك على أكثر من معطىً. ومن هذه الزاوية كان تحركه الأخير، وهو الخبير أكثر من غيره في تدوير الزوايا. وعلى هذا الأساس كان لقاؤه مع باسيل. وهو على إستعداد للقاء أي كان من أجل تضييق هامش “الفراغ الرئاسي” أولًا، ومن أجل العمل على تذليل العقبات من أمام تأمين النصف زائد واحد لفرنجية.

ولكن هذه الحماسة لا تلغي ما يتمتع به الرئيس بري من حكمة وعقلانية مقرونة مع واقعية مطلقة. فهو يعرف أن دون تحقيق الغاية التي يعمل عليها صعوبات كثيرة، وأهمها “الصوت المسيحي” الرافض هذا الترشيح. وهذا يقود إلى المعطى الثالث.
ثالثًا، في القراءة السياسية من وجهة نظر “حزب الله”، فإن رفض باسيل ترشيح فرنجية قد يكون له “دواء”. وهذا ما يراهن عليه أمينه العام السيد حسن نصرالله شخصيًا، لأنه يعرفه تمام المعرفة، ويتفهّم هواجسه وقلقه.

ويُقال في الأوساط الضيقة لـ”الحزب” أن مشكلة جبران محلولة، وهو لن يكون عقبة في طريق وصول أحد أركان “محور الممانعة” إلى بعبدا، ولكن لهذا القبول شروطًا وأثمانًا. وهذا ما يُعمل عليه.
أمّا المعطى الرابع فهو قائم على ما يمكن أن يتدرّج إليه موقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وهو الصديق الثالث لكل من بري وفرنجية. وعندما “تحزّ المحزوزية” فإن “بيك المختارة” لن يكون إلاّ في صفوف “بيك زغرتا”، بعد أن يكون قد أدّى قسطه لـ”معراب” في دعم ترشيح النائب ميشال معوض لجلسات إنتخابية متتالية.

خامسًا، يمكن إعتبار مواقف كل من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” من ترشيح أحد حلفاء “حزب الله” مبدئية من حيث الرفض، ولكن ما يمكن إعتباره من الإيجابيات تأكيد جعجع أن تكتل “الجمهورية القوية” لن يعطّل جلسات النصاب حتى ولو كان على يقين بأن فرنجية أو أي مرشح آخر من “محور الممانعة” لديه حظ الحصول على عدد من الأصوات التي تمكّنه من الفوز بالرئاسة الأولى في الدورة الثانية، التي تتطلب 65 صوتًا للفوز.
بهذه المعطيات يمكن إعتبار أن فرنجية يراكم الخطوات الرئاسية من دون صخب وضجيج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى