خرق رئاسي قبل شباط… هل تصدق التوقّعات؟

تأثرت المناخات السياسية الداخلية ببرودة الطقس المحلي، فبردت الحركة على الخط الرئاسي وأصيبت بشلل شبه تام أقلّه في العلن، وسط معطيات بدأت تكثر عن انها ستشهد مزيدا من التباطؤ مع حلول شهر الاعياد، اذ سواء واصل رئيس المجلس توجيه الدعوات الى جلسات انتخابية، أم لا، فإن أي خرق في جدار الازمة الرئاسية بات مستبعدا خلال تلك الفترة، بل ان عقدها فولكلوريا سيؤدي الى مزيد من الاحتقان بين الاطراف رغم توافر معطيات الى ان ساعة الحسم الرئاسي لم تعد بعيدة وقد باتت على الارجح، مضبوطة على ايقاع طبخة قد تنضج مطلع شباط، وفقا لما ردده سفير عربي امام شخصية لبنانية على هامش احتفال خارج لبنان.

عزز هذا الاتجاه مجموعة من المؤشرات، التي اوحت ان ثمة ديناميكية جديدة تتحكم بالمشهد الرئاسي ابرز مظاهرها:

-تصريح نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا فيه الى احالة مسألة المقاومة الخلافية الى طاولة الحوار، والاتفاق على رئيس يحمل مشروعا اقتصاديا انقاذيا يتعاون الجميع معه لانجازه، وقادر في نفس الوقت على ادارة النقاش حول استراتيجية دفاعية. فهل يعني ذلك بداية تحول في موقف حارة حريك، وخطوة متقدمة للامام تصب في مصلحة مرشحها المفترض؟

-الحركة القطرية اللافتة لرئيس التيار الوطني الحر، والتي يقال انه تحت غطاء الزيارة الرياضية هذه المرة، قد يلتقي عددا من القيادات الدولية بعيدا عن الاعلام بمسعى من الدوحة، التي رشح ان ممثلا لمرشح اساسي زارها منذ ايام بتدخل من شركة نفطية عالمية. فهل يؤمن هذا الحراك المخرج الآمن الذي يسعى اليه صهر الرابية؟ وهل يعني ذلك ان الدوحة ستكون عرابة الاتفاق القدم كما كانت عام 2008؟

-قرارات المجلس الدستوري، التي مهما قيل انها غير خاضعة لمؤثرات سياسية، بين توقيت صدورها والاشخاص الذين طالتهم على تسييسها، فهي وان لم تات بتغيير يذكر على صعيد التوازنات داخل المجلس، الا انها كسرت بالتاكيد دائرة رؤساء الحكومات المرشحين ،واول المتضررين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي كاد بعد موقفه من ترشيح فرنجية ان يكون الاوحد للتربع على عرش السراي للسنوات الست القادمة، قبل ان يقلب المجلس الدستوري الطاولة، خصوصا اذا ما علمنا ان جزءا من الادارة الاميركية لا يعارض تولي الافندي رئاسة الحكومة، وقد ابلغوه بذلك؟ ولكن هل تحصل ويتسلم المركزين الاولين في الدولة شخصيتان شماليتان؟ كل شيئ ممكن تحت سماء لبنان.

ميشال نصر – الديار

Exit mobile version