اخبار محلية

باسيل يصعّد “بالشكل” ولا يصيب “التفاهم”

تحوّلت الجلسة الحكومية الأخيرة إلى محطة فاصلة في المشهد السياسي الداخلي، ورسمت واقعاً جديداً في العلاقة ما بين طرفي “تفاهم مار مخايل”. فالقطيعة بين “حزب الله” وحليفه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، تعود بشكلٍ أساسي إلى التزام الثنائي الشيعي بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، لكن جلسة الحكومة، كانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”. وفي هذا الإطار تكشف معلومات مقرّبين من الثنائي الشيعي ل”ليبانون ديبايت”، عن أن العلاقة بين الطرفين بدأت تتوتر منذ أسابيع، نتيجة الملف الرئاسي وإصرار كلّ طرف على عدم الإنسجام مع الآخر فيه، خصوصاً وأن اللقاء الأخير بين الأمين العام السيد حسن نصرالله مع رئيس “التيار”، لم يكن إيجابياً ولا سلبياً ولم يُثمر أي نتيجة، وهو ما أدى إلى مراوحة غير إيجابية وغير منتجة بين الطرفين.

لكن المعلومات، لا تشير إلى أن “هذا الواقع سيؤثر على التفاهم بينهما، على الرغم من تصعيد باسيل بالأمس، خصوصاً وأن باسيل، لا يملك حلفاء على الساحة الداخلية سوى الحزب، وبالتالي، فإن تفاهم مار مخايل، ليس المسؤول عن خصومته مع القوى السياسية، لأن هذه الخصومة تتركز بشكلٍ خاص مع حلفاء الحزب، وبالتالي فإن المسؤولية عن غياب أي حليف لدى باسيل، تقع على أدائه السياسي وليس على “تفاهم مار مخايل”.

وتشير المعلومات إلى أن “الحزب وقف مع باسيل ودعمه سياسياً في 17 تشرين عندما كانت الحملات تستهدفه من كلّ الجهات، وبالتالي، إذا كان باسيل يقول إنه وقف مع الحزب وأصبح وحيداً، غير واقعي، ذلك أن حاجة باسيل إلى الحزب، أكبر من حاجة الحزب إليه، ولذا فإن باسيل، قد وصل إلى حافة الهاوية في العلاقة مع الحزب، لكنه لم يتنازل عن التفاهم معه وأوجد تبريراً له”.

وبالتالي يعتبر المقرّبون من الثنائي، أنه “إذا كان التهديد بالفدرالية موجهاً من باسيل إلى الحزب ، فهو ليس مؤثراً لان الطائف نصّ على عناوين أخرى كالغاء الطائفية السياسية وقانون الإنتخاب على أساس المحافظات، أي أن تطبيق الطائف يجب أن يكون شاملاً وليس انتقائياً”.

وعن موقف الحزب من تصعيد باسيل بالأمس، توضح معلومات المقربين من الثنائي، أن “حزب الله”، ينظر إلى كلام باسيل على أنه “رد فعل سياسي بخطاب شعبوي ولا يحمل أي جديد، علماً أن الهروب إلى الأمام لا ينفع”.

وتكشف أن الحزب اتخذ القرار بعدم الردّ وبتجاهل تصعيد باسيل، وهو غير معنيّ بتطورات موقف باسيل ونتائجه.

ورداً على سؤال عن نتائج هذا التصعيد، ترى أن “الشعبوية لن تحقق أي نتيجة لباسيل على صعيد تبديل موازين القوى لأن المرحلة ليست مرحلة انتخابات، إلاّ أنها قد تخدمه في الشارع المسيحي، وفي الوقت نفسه تخدم الحزب، الذي يريد من باسيل أن يكون قوياً في شارعه نظراً لما يجمعه به من تفاهمات والتي تتجاوز ما قد يجمعه مع القوى المسيحية الأخرى، وكذلك فإن الخطاب الشعبوي، ساهم في شدّ العصب السنّي حول الرئيس نجيب ميقاتي”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى