اخبار محلية

ساعات فاصلة للانتقال “من حال الحرج الى طاقة الفرج”.. وهذا ما يتجنّبه التيار!

عدد من الأفرقاء السياسيين اللبنانيين المعنيين بانتخاب رئيس للجمهورية، فوجئوا أمس، عندما أطلق رئيس البرلمان نبيه بري الدعوة الى الجلسة الحادية عشرة لانتخاب الرئيس، في الحادية عشرة قبل ظهر غد الخميس، بعدما كانوا مرتاحين نسبيا، لعامل الوقت، كي يعاودوا اطلاق المواقف، كما الاتصالات، وحتى تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية. فقد كانوا يركنون الى ان بري لن يدعو او بالأحرى لن يحدد جلسة انتخابية قبل حلول الاسبوع المقبل، خصوصا بعدما نُقل عن الرئيس بري فجر الثلاثاء (في الصحافة) انه “لن يدعو هذا الاسبوع الى جلسة، لأنه يسعى لالتقاط فرصة تعيد طرح الحوار من جديد على الطاولة، وانه يعتبر أن لا مجال لإضاعة فرصة جمع كلمة النواب حول مرشح يتوافقون عليه” بحسب ما نُقل عنه…
التيار الوطني الحرّ، او بالأحرى تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل، كان ينتظر هذا الاسبوع وفي الأيام المقبلة مزيدا من الاتصالات، خصوصا ما يتعلق بحزب الله في اتجاهه، وبالتالي وقبل ان يدعو بري الى جلسة، يتجنب التيار، تنفيذ ما كان يلوّح به عدد من نوابه تسريبا او غير تسريب، بأن التيار سيسمي شخصية للرئاسة، من أجل وضع الاسم في صندوقة التصويت البرلماني بدل الورقة البيضاء في الجلسة… لكن المفاجأة ان هذه الجلسة ستعقد غدا.. وتبقى ساعات قليلة فاصلة، والتمني أن يصل الى مخرج، للانتقال من حال الحرج الى طاقة الفرج …وهنا تظهر أهمية المناقشة المفترضة، بين النائب باسيل، وزعيم التيار الرئيس العماد ميشال عون لجهة تحديد خارطة الطريق الآنية التي سيسير بها أو سيرسمها الرئيس عون، في خضم مزيد من تلبد الأجواء السياسية سواء بين الأصدقاء، أو بين الحلفاء، او بين الأفرقاء المتقابلة..

في أي حال، ومع الانسداد المحلي الداخلي على مسار السعي لانتخاب رئيس للجمهورية، يبدو ان ترقب الحراك الخارجي ذي الصلة، يتعزز أكثر فأكثر، بعدما تطرق البابا فرنسيس الى الوضع في لبنان، مشيرا أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الفاتيكان، الى أنه “يتابع الوضع عن كثب في لبنان الذي لا يزال في حال انتظار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”. و”أمل البابا أن تلتزم جميع القوى السياسية، السماح للبلد بالتعافي من الوضع الاقتصادي، والاجتماعي المأساوي الذي هو فيه”.
وإذا عطفنا اهتمام وقول البابا أمس عن لبنان، ومجريات اللقاء الذي حصل بين البابا والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تشرين الماضي، وتطرقا فيه الى لبنان مؤكدَين، وجوب دعم المساعي لحل الأزمة في لبنان، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية، فيمكن أن نترقب دافعا إضافيا للرئيس الفرنسي، نحو ترجمة موقفه الذي أطلقه في نهاية عام ٢٠٢٢، بأنه سيجدد مساعيه ومبادرته و”اتصالاته في الأسابيع المقبلة”، من أجل تأمين أجواء خارجية- داخلية، تسهل انتخاب رئيس جديد للبنان، في وقت لم يعد خافيا أن ماكرون يجهد وفي استعداد دائم لمعاودة الاتصالات مع السعودية ومع قطر ومع مصر ثم ايران، ومع افرقاء داخل لبنان، من أجل تحقيق نجاح شخصي ونجاح فرنسي عام، وهدف لبناني بانتخاب رئيس ضمن تسوية لها أبعاد عدة …
الانتظار سيد الموقف، والأوضاع النقدية والمعيشية والاقتصادية، في الدرك السحيق، كما أن التوجسات الأمنية موجودة على رغم نجاح القوى العسكرية والأمنية، في الامساك بالأمور وتحصينها.

الحدث – جلال عساف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى