اخبار محلية

المُعطِّل واضح وعنوانه واضح

في قراءة لزيارة راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم إلى معراب، ولقائه برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أكد مصدر قيادي قواتي رفيع، أن “القوات اللبنانية” تتقاطع وبكركي على أن هناك هموماً مشتركة، وهي تتلخص وتتمثل بكيفية الخروج من النفق المظلم والذي يزداد سوداوية، في ظل مرحلة عصيبة وأزمة مالية مفتوحة وشغور رئاسي، وانهيار متتالي للمؤسسات القائمة، وبالتالي، كان تبادل لوجهات النظر وبحث في المخارج والمسائل والطرق التي يمكن اللجوء إليها للخروج من هذا النفق.

وأضاف المصدر نفسه، طبعاً كان تداول ونقاش على صوت عالٍ في كل شيء، وما إذا كان الإجتماع في بكركي ممكن، وبالتالي، استقرّ الرأي على ثلاثة أمور أساسية:

ـ أولاً: أن الأساس هو النتيجة، أي الخروج من الشغور الرئاسي، ومن أجل هذه النتيجة يجب أن تكون المسألة واضحة، لأننا في ظل أزمة كبرى، والخروج بنتائج جيدة أو بالنتيجة المطلوبة، يستدعي الذهاب إلى كيفية تطبيق الآليات الدستورية التي تسمح بوصول رئيس قادر على إنقاذ الواقع الحالي، لأنه ليس المطلوب الإستمرار في المراوحة والفشل، إنما المطلوب الخروج من هذا النفق الذي لا يمكن الخروج منه سوى من خلال رئيس إنقاذي، وقادر على الإنقاذ وعلى وضع خطط إنقاذية، وبالتالي، ليس المطلوب المراوحة في نفس الدائرة القائمة، وأي شيء لا يؤدي إلى هذه النتيجة المطلوبة، لا يجب الذهاب إليه، لأن الرأي العام اللبناني عموماً، والمسيحي خصوصاً، لا يتقبّل لقاءات واجتماعات تبقي الأمور في المراوحة القائمة، بينما أسباب الأزمة واضحة للجميع.

ـ ثانياً: لا يجب إطلاقا وضع الكرة في ملعب المسيحيين بأي شكل من الأشكال، لأن المعطِّل واضح وعنوانه واضح، ويستعيد المعادلة ذاتها منذ ال2014 إلى اليوم، “فإما هذا المرشّح وإما الفراغ”، وبالتالي، هذه المعادلة مرفوضة، ومحاولة وضع المشكلة والأزمة عند المسيحيين مرفوضة أيضاً، لأن بكركي لا تتحمّل مسؤولية الشغور، ولا المسيحيين يتحملون مسؤولية الشغور، بل من يتحمّل مسؤولية الشغور الرئاسي هو الفريق الممانع الذي يرفض الإلتزام بالآليات الدستورية، ويتمسّك بمرشح ممانع، خلافاً لكل موازين القوى القائمة.

-ثالثاً: ما يجب الإتفاق عليه، هو مزيد من تحميل الطرف الذي يعطِّل المسؤولية، عن طريق كشف من يرفض الإلتزام بالآلية الدستورية، ومن يطيِّر النصاب ويفقد جلسات الإنتخاب نصابها، وبالتالي، بقدر ما يتم تحميل هذا الفريق المسؤولية، وبقدر ما يتضاعف الضغط الشعبي عليه، بقدر ما يتراجع عن موقفه بتعطيل الإنتخابات الرئاسية، وبما يبقي لبنان في دائرة الأزمة.

وختم المصدر القيادي القواتي معتبراً أن الجلسات مع بكركي مفيدة من أجل تبادل الرأي، لأن بكركي لديها همّ وطني ومسيحي ولبناني، و”القوات اللبنانية” لديها الهموم نفسها، وهي تسعى للخروج من هذه الأزمة عن طريق تشخيص واضح لطبيعتها، والمسؤول عنها هو “الممانعة”، والخروج من هذه الأزمة يتطلّب وجود سلطات دستورية بدءاً من رئيس الجمهورية، ولا تخضع لقوى الأمر الواقع.

ليبانون ديبايت – فادي عيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى