منوعات

أنتم لا تتوهمون.. الدوخة بعد الزلزال والهزات حقيقة واليكم الاعراض والعلاج

حتما انكم لا تتوهمون، فمن لا يزال يشعر بـ”الدوخة” بعد زلزال 6 شباط والهزات الارتدادية التي لا تزال مستمرة لغاية اليوم، فانّه يعيش شبه حالة مرضية تقترب الى حد ما يُسمى بمتلازمة “دوار ما بعد الزلزال”، فالتأثيرات المرتبطة بالزلازل والهزات تؤثر بشكل كبير على عدم توازن الجسم وتؤدي الى ضغط عصبي وتشنج ينتج عنه الشعور بالدوخة وهو ما يترجمه الطب. فهل من علاج؟

لغاية اليوم لا يزال البعض يتحدث عن استمرار الشعور بالدوخة، تحديدا منذ ما بعد الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط، لدرجة انّ الكثيرين باتوا يشككون في احساسهم على اعتبار انّ ما يعيشونه ليس أكثر من “وهم” فلا هم “يدوخون” حقيقة ولا الأرض ترتج تحت اقدامهم. ولكن اتضح بالمعرفة العلمية انّ هذا الإحساس صحيح، وفعلاً يشعر بعض الأشخاص بالدوخة لدى الإحساس بالخوف او التوتر الناتج في هذا الحالة عن الزلزال وارتدادات الهزات والخوف من المجهول وما إذا كان سيناريو تركيا وسوريا المؤلم قد يتكرر.

أسباب عضوية ونفسية

علميا، للدوخة عدة أسباب، بعضها عضوي وبعضها الاخر نفسي، يشرحها المختص الطبيب نضال المولى في حديث خاص لـ”لبنان 24″. ففي الأسباب العضوية للدوخة يعدد المولى هذه العوامل: التهاب الاذن الوسطى، العصب الدهليزي، فقر الدم، السكري المرتفع والمنخفض، والضغط المرتفع او المنخفص، التشنج العضلي، تكلس فقرات الرقبة، وكلها مشاكل صحية تؤدي الى الإحساس بالدوخة لدى المريض.

امّا الأسباب النفسية بحسب المولى، فهي أولا الفوبيا بكل اشكالها (المرتفعات، الركوب في السفينة، الطائرة، العلو، الاهتزاز، الفوبيا من الأشياء المتحركة) وكلها قد تؤدي الى الشعور بالدوران والدوخة في بعض الحالات لو لم يكن المصاب بها يعاني من أي عوارض صحية أخرى.

وتُعالج هذه المشاكل عن طريق الادوية التي تنظم السكر او الضغط او الادوية الخاصة لأمراض العصب والتهابات الاذن الوسطى، وبحسب المولى “كذلك تُعالج الدوخة او الدوران الناتجة عن الأسباب النفسية سواء بالعلاج النفسي وأحيانا يتناول المريض ادوية وعلاجات معينة قد يُشفى منها مرات كثيرة وربما للأسف تتطور الحالة الى حدوث مشاكل صحية مثل الضعف في الأعضاء وانسداد الشرايين”.

دوران وارتجاج

وكل ذلك نتيحة للخوف او الضغط النفسي، فكيف اذا تترجم الدوخة علميا بعد الهزات او الزلزال وهل تُصنف في الخانة العضوية او النفسية وهل من علاج؟ يجيب المولى مؤكداً انّ ما حصل بعد الزلزال يُعد مسألة جديدة على اللبنانيين، على الرغم من انهم اعتادوا هزات من نوع مختلف، ولكن الخوف المترافق مع الهزات الارتدادية تزامناً مع الاخبار الكثيرة ومنها المغلوطة بما يتعلق بتكرار سيناريو تركيا وسوريا في لبنان أدى الى حالة هلع كبيرة لدى اللبنانيين.

ويتابع المولى: “ما حصل كان فاجعة كبيرة حقيقة، ومن الطبيعي ان يشعر بعض الأشخاص وليس الجميع حتماً بتشنجات عضلية تؤدي الى الإحساس بالدوخة. فما يحدث هو تشنج عضلي كبير بمنطقة الرقبة والصدر، وهذا التشنج يؤدي الى حالة من “الشد” المبالغ فيه، والشد يسبب احتباس الدم، وعندما يحتبس الدم مترافقاً مع التشنجات تحدث الدوخة وتستمر طالما انّ هذا التشنج مستمراً. وبالتالي حقيقة يشعر البعض بالدوخة والدوران وحتى الارتجاج”.

ويتابع المولى: “هنا، اذا كان الشخص سليم ولا يعاني أي من الأسباب العضوية الانفة للذكر والمسببة للدوخة، عليه اتباع نظام التهدئة الذاتية والقيام ببعض الحركات الرياضية لتليين منطقة الرقبة وفك التشنج عنها. وليحاول الشخص الاستفادة من الهواء النظيف فلا يسجن نفسه داخل غرفة مثلا بل يحاول ان يتنشق الهواء النظيف، ولا انصح ابدا بتناول الادوية”.

الشخص المريض

امّا في حال كان الشخص الذي يشعر بالدوخة يعاني أصلا من أحد الأسباب العضوية المسببة للدوخة، فبحسب المولى عليه هنا مراجعة الطبيب. ويقول: “لو كان يعاني الشخص مثلا من السكري او الضغط ويتناول ادوية معينة للدوخة، عليه التأكد من طبيبه ما اذا كان يتوجب عليه متابعة العلاج وتناول الدواء نفسه للدوخة، وعادة ما تكون هذه الادوية متوفرة في الصيدليات وليست بأثمان مرتفعة

أعراض متلازمة دوار ما بعد الزلزال

وتتراوح أعراض متلازمة دوار ما بعد الزلزال وفقاً للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية الأميركي “NCBI” ما بين: تأرجح وهمي في الجسم (يستمر أقل من دقيقة واحدة ولعدة مرات بعد الزلزال)، الشعور بالقدمين وكأنهما يتأرجحان في الهواء، اضطرابات النوم، طنين الأذن/ امتلاء الأذن، القلق، التعرق، مشاكل في المسالك البولية، مشاكل في الرؤية، الحمى، والقيء.

ويتابع المولى: “العلاج في هذه الحالة نصفه نفسي حقيقة، ويجب ان يكون لدى الشخص إرادة للعلاج وهناك اشخاص لديهم قدرة على التحمل اكثر من اخرين. ومن موقعي انصح هؤلاء الذين يخافون ان يقللوا من نسبة الاستماع الى الاخبار والمختصين الذين يخرجون من كل حدب وصوب للإيفاء بمعلومات غالبا ما تكون غير صحيحة، ولكنها للأسف تترك اثرا سلبياً نفسيا على نفوس المواطنين”.

المصدر: لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى