اخبار محلية

على مَن تنطبق المواصفات التي طرحتها ليف؟

لم تحمل زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، إلى لبنان، أمراً غير معلومٍ من المسؤولين الذين حاولوا استدراج المسؤولة الأميركية إلى لعبة الترشيحات الرئاسية في محاولة لاستشراف الإتجاهات الأميركية والشخصية التي تحظى برضى واشنطن، بعدما بات المرشّح الفرنسي لرئاسة الجمهورية شبه معلنٍ.

وعلى الرغم من أن المسؤولة الأميركية، هي على تماس مع الملف اللبناني بكل تشعّباته وتفاصيله الداخلية، فقد حرصت خلال جولاتها على القيادات السياسية، كما الحزبية، على عدم الدخول في أي تفصيل يشجِّع على وضع سيناريوهات تتعلّق بالخيار الأميركي في الملف الرئاسي، وصولاً إلى إعلانها شخصياً عن أن واشنطن تضع مواصفات، وتؤيد وصول رئيس للجمهورية يحمل صفات الكفاءة والنزاهة والإختصاص، ولكن في الدرجة الأولى القرار الحرّ من أجل اتخاذ القرارات الضرورية المطلوبة للإنقاذ، وهي أولاً الإصلاحات في كل المجالات، من القطاع المصرفي إلى الكهرباء فالإدارة، وذلك كمدخل أساسي لتوقيع اتفاق بين لبنان بعد انتخاب الرئيس، مع صندوق النقد الدولي، الذي وزع في الساعات الماضية تقريراً حول زيارته الأخيرة لبيروت، ضمّنه تقييماً للواقع الحالي الدقيق والذي دفع إلى إطلاق التحذير الأخير للحكومة والمجلس النيابي، من خطورة التلاعب بالوقت على حساب الإصلاحات والإتفاق مع الصندوق.

ومع تأييدها لأولوية إجراء الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة، فإن ليف، تراقب المشهد اللبناني منذ فترة طويلة، وتترقّب انعكاسات الإنفراجات الحاصلة في العلاقات الإقليمية ـ العربية على الساحة الداخلية، وهذا الواقع ليس خافياً على أي طرفٍ داخلي، وإنما في الوقت نفسه، لم تحمل أي مبادرة رئاسية أو ترشيح لأي إسم من هذا الفريق أو ذاك، بل فقط مواصفات شأنها كشأن المملكة العربية السعودية التي ترفض الإنزلاق أيضاً إلى لعبة الأسماء.

وإلى هذه المعطيات، فإن المسؤولة الأميركية، كانت مستمعةً في لقاءاتها، وإن كانت تكرِّر المواقف ذاتها أمام المسؤولين الذين التقتهم، أن لبنان لم يعد يملك ترف الوقت لانتظار ما سيؤول إليه الوضع الإقليمي، ما يملي عليه الإسراع في انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة من دون تدخلات خارجية، باعتبار أن الموضوع شأناً لبنانياً داخلياً.

ليبانون ديبايت – فادي عيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى