اخبار محلية

“رياح المنطقة إيجابية”… هل تُصيب لبنان؟!

رأى الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر, أنه “كُتب على اللبنانيين أن لا يخرجوا من هذا النفق السياسي والإقتصادي والمالي الذي ضرب لبنان من العام 2019 ولا زال حتى هذه اللحظة”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال عبد الساتر: “بصرف النظر عن تفنيد وتشريح كل الأسباب والمسببات, نتحدّث هنا عن ما آلت إليه الأمور وكيف أن حكومة تصريف الأعمال في لبنان وكأنها موجودة وغير موجودة في آن معا, تارة تعتبر نفسها أنها مولجة للحفاظ على أمن البلاد والعباد وأخرى نراها لا تحرّك ساكنا”.

وأضاف, “ما طرأ في المشهد السياسي من فترة غير قليلة في موضوع التوقيت الصيفي والشتوي, يوحي على أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إرتأى أن هذا الأمر فيه راحة للصائمين, ولم يُدرك أن هذا الأمر يثير ذوبعة من الردود في الساحة اللبنانية, وعلى عدّة خلفيات”.

فكيف يمكن لميقاتي أن يتصرّف بهذه الطريقة مستخفاً بكل الواقع السياسي اللبناني, وأنا بالطبع لا أريد أن أؤيّد الردود الطائفية التي خرجت, وهي ردود بالتأكيد غير منطقية وغير مقبولة على الإطلاق, ولكن على الأقل يسجل هنا الحق لهذه المكونات أن تنتقد ميقاتي على ما قام به في المرة الاولى دون أن يكون هناك إجتماع لمجلس الوزراء, وفي المرة الثانية عندما أراد أن يعود عن هذا القرار عاد إلى مجلس الوزراء, فكيف يمكن لرئيس حكومة أن يقوم بالشيء ونقيضه في آن معا في نفس المسألة, وهذا ماترك العديد من علامات اجتماع”.

وسأل عبد الساتر, “هل يعقل لحكومة لا تجتمع لتضع حدا لما يجري في الموضوع المالي, في موضوع سعر صرف الدولار, في موضوع الأزمة المالية المستفحلة, وغلاء الأسعار, فالحكومة لم تتحرك ولم تبدي أي تحرّك في هذا الإطار, ثم يقول ميقاتي نحن نريد أن نكون إلى جانب اللبنانيين, فكيف تكون إلى جانبهم ولا ترى الناس شيئا من هذه الحكومة؟”.

واعتبر ان “الواقع الأسوأ الذي يعيشه اللبنانيون هو هذا التجاذب والتناحر السياسي الذي إلى الآن لم ينتهي وكأننا في حروب تكاد لا تنتهي كالحرب الأهلية في أسبانيا”.

وقال: “لا أحد يفهم ما الذي يمنع اللبنانيين من إجراء حوار بينهم للوصول إلى بعض المخارج علّها تُأتي ثِمارها وتُطفي شيئا من الأمل على واقع اللبنانيين الذي أصبح في حالة يرثى لها بكل ما معنى للكلمة”.

ولفت إلى أن “حكومة تصريف لا تستيطع أن تقوم بشيء وهي لم تقُم بشيء على الإطلاق, واقع مالي وإقتصادي آخدٌ في الإنهيار أكثر فأكثر, وكل الكلام عن الفوضى والإنهيار برأيي كلام أصبح خلف ظهورنا, لأننا نحن في قلب الفوضى والإنهيار, إلا إذا كان البعض يتحدّث عن الحرب, فالحرب شيء آخر تماما”.

ورأى أن “الإستحاق الرئاسي من الواضح أنه لن يصل إلى أي نتيجة ما دام الوضع اللبناني الداخلي على هذا النوع من الإنقسامات, البعض يقول أن زيادة الوزير السابق سليمان فرنجية إلى فرنسا ربما ستفتح طاقة أمل في هذا الإطار, والبعض الآخر يقول أن هذه الزيارة وكأنها لم تكن”.

وأضاف, “لنكن منطقيين وواقعيين وموضوعيين, الفيتو الداخلي على المرشّح سليمان فرنجية من الكتل المسيحية هو فيتو حاضر بقوة وحتى الآن لم يتغيّر, والفيتو السعودي أيضا حاضر ولم يتغيّر وهذا تدّل عليه الكثير من الوقائع ولا يحتاج إلى الكثير من الجهد والتحليل”.

وسأل عبد الساتر؟ هل بهذه الزيارة حاولت فرنسا أن تستمع إلى فرنجية ما الذي يمكن أن يقدّمه في حال كان هناك تسوية؟ وهل سيكون هناك تسوية يقبل بها الجانب اللبناني او الكتل المسيحية؟ حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى مثل هذا الأمر والأرجح أننا لا زلنا نتخبّط في نفس المكان, لا الرياح الإقليمية ستُأتي ثمارها على لبنان, ولا اللبنانيون فيما بينهم يريدوم ان يتخلّصوا من هذا الواقع السيء والإنقسام الحاد, وبالتالي الشعب اللبناني يدفع الثمن مرّتين, مرة بعدم الوصول إلى تفاهمات, ومرة أخرى نتيجة الواقع القائم”.

هل سيتغيّر المشهد؟ أجاب: “لا يبدو أن هناك شيئا في هذا الإطار حتى هذه اللحظة, علما أن الرياح في المنطقة إلى حد ما إيجابية بحسب الكثير من المؤشرات لكن لا شيئ من المرجّح انه سينعكس على لبنان”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى