اخبار محلية

لهذه الاسباب فتح بري ابواب المساجلة مع جعجع

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: العنصر الذي اتى من خارج دائرة التوقعات هو ان يوجه بري سهام الرد والانتقاد المباشر والصريح لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع معلنا قطيعة معه عندما قال ردا على سؤال: “لا انا صديقه ولا عزيزه” بل ويتهمه بانه “لايريد اجراء انتخابات رئاسية” وهو ما يعني توجيه الاتهام له بانه مستفيد من اطالة امد الشغور الرئاسي.

لم يعد خافيا ان علاقة هذين التنظيمين كانت تتدحرج في الاونة الاخيرة نحو السلبية والتوتر بفعل تراكمات. ورغم ذلك جارت الحركة “حزب الله” في تحاشي الدخول في اي مواجهة اعلامية مع “القوات” كل وفق اعتبارات وحسابات خاصة به. فالحزب كان ينفذ قرارا اتخذته قيادته بعدم المواجهة الإعلامية مع “القوات” لكي لا يقدم له خدمة في ساحته. وفي المقابل لم تبد حركة “امل” اي رغبة بعلاقة خاصة، ولكن الرئيس بري ابدى نتيجة حرص شخصي على علاقة طبيعية مع “القوات” وكانت النائبة ستريدا جعجع واسطتها وقناتها الرئيسية، ودافع بري الى هذا سعي للتطبيع مع كتل المجلس الذي يرأسه وحرص مماثل على ابقاء علاقة مع قوة مسيحية اساسية وهو الذي لم يستطع التاقلم لاكثر من سبب، مع حليف الحليف اي “التيار الوطني الحر” .

ثمة في محيط عين التينة من يستنتج ان تجارب العامين الماضيين الملموسة اقنعت الرئيس بري بان النهج الذي يعتمده فريق “القوات” ورئيسه يفضي الى ما يثبت بان “هذه الحالة قد قررت عن سابق وعي وتصميم الاندفاع الى افتعال المواجهات الدائمة ورفع منسوب الاحتقان الى اقصى الحدود”، فقد توسل في الاونة الاخيرة خطابا محوره اعتبار الثنائي الشيعي “حالة خارجة عن اللبنانية وعليها ان تخضع لامتحان يثبت العكس ويعطيها شهادة حسن سلوك ما يثبت ولاءها للبنان” . واكثر من ذلك اطلقت هذه الحالة العنان لما يتعدى نطاق المساجلة السياسية المعتادة .وتجسد ذروة الضوء في هذا معطيات منها :

الاول : المجاهرة الصريحة باللجوء الى خيار الانفصال في حال نجح فريق 8 اذار والمقصود الثنائي في مسعاه لايصال مرشحه سليمان فرنجية الى قصر بعبدا.

الثاني : معاكسة مناخات التطبيع والتهدئة التي فرضت نفسها في الاقليم عموما في اعقاب اتفاق بكين والسعي لترسيخ اعتقاد فحواه ان امتدادات هذا الاتفاق على الساحة اللبنانية من شانه ان يبرد تناقضاتها وصراعاتها الحامية .

الثالث، كل ذلك الاداء اوحى بان هذا الفريق يقارب الامر من منطق ادامة المواجهة مع الفريق الاخر وسد السبل امام احتمالات التسوية والتفاهم.

لذا فان كلام بري الجديد قد سد ابواب هذا المدخل ومنافذ الإفادة منه. ومن البديهي الاشارة الى ان بري قد انزاح الى هذه المواجهة مع “القوات” بعد ان نفدت قوة الاحتمال عنده من جهة وبعدما استوت عنده حسابات تنهض على الاسس الاتية :

  • ان الرئيس بري يؤكد انه ماض في قيادة معركة ايصال مرشحه الى سدة الرئاسة لذا فان اطلالته الاخيرة هي حلقة في سياق اطلالات دائمة لن يسكت خلالها عن المعارضين ويعطيهم الفرصة لبسط سيطرتهم الاعلامية على فضاء الساحة .

ومهما يكن من امر، وبحسب مقربين من عين التينة فان بري قد اراد من خلال كلامه الاخير توجيه رسالة الى جعجع وهو في طياتها “يراهن على امكان ان يعيد النظر في ادائه لكي يشارك في جهود انقاذ الوطن” كما يقولون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى