اخبار محلية

حماسٌ وتسلية وألعاب: مهنةٌ تدرّ ذهبًا!

تبدّلت، في السنوات الاخيرة، تراتبيّة المهن على قائمة اللبنانيين، فالازمة فعلت فعلها بنا، فأعادت نسجَ الكثير من معتقداتنا الحياتية.
مهنٌ كثيرة تشارف على الاختفاء وأخرى ولادتها جاءت من رحم المأساة ومن إصرار اللبنانيين على الصمود، فتجدُ تهافتا غريبا على بعض القطاعات، وربما أبرزها كلّ ما له علاقة بالأطفال، فهناك “الشغل بدرّ دهب”.

تكاد لا تحضر عيد ميلادٍ لولدٍ ما من دون أن تكون مجموعة من الشابات حاضرة ضمن ما يُعرف بالـanimation لإضفاء أجواء مميزة وممتعة تُفرح المدعوّين الصغار. هي مهنةٌ درجت كثيرا في الآونة الاخيرة، رغم كلفتها المرتفعة التي تُسعّر بالدولار حصرا، فتحوّلت إلى مهنةٍ أساسية للكثيرات بعدما كانت مهنة الـweekend لكسب مزيد من المال.

تتراوح الأسعار للاستعانة بفرقة الـanimation بين 60 دولارا وصولا إلى 150 دولارا، لمدة لا تتجاوز الساعة من الوقت، تقوم خلالها المجموعة بإعداد مسابقات حماسيّة بين الاطفال إضافة إلى الرقص والرسم على الوجوه، ونشاطات مسلّية أخرى.

تروي رنا، 33 عاما، في حديث لموقع mtv كيف أنها أسّست قبل سنةٍ فرقة animation مع صديقتَيْها لجني أموال إضافية في عطلة نهاية الأسبوع لزيادة مدخولها غير الكافي أمام اشتداد الأزمة الاقتصادية. وتقول: “كنا في البداية نشارك في عيدَي ميلاد أو ثلاثة في الشهر، ومع الوقت باتوا يطلبوننا أكثر، فبتنا نشارك في 6 أعياد ميلاد أقلّه في الشهر، فكنت أجني تقريبا في الشهر الواحد أكثر من 120 دولارا إضافية وهو مبلغ جيّد أجنيه إلى جانب عملي، من دون أن أتكلّف أو أتعب، فأجواء الاعياد مسلّية للأطفال كما لنا نحن أيضا”.

وتضيف رنا: “قبل شهرٍ، تركتُ عملي الأساسي، حتى أكرّس كل وقتي لعمل الـanimation بعدما زاد الطلب علينا بشكلٍ خياليّ، فبتنا نشارك أحيانا في 3 أعياد ميلاد في اليوم الواحد، علما أن هذه المهنة لا تتوقف صيفا شتاء، وحتى الاهل الذين يقيمون أعياد ميلاد أولادهم في المنزل، يلجأون إلينا لإضفاء أجواء مسلّية وإسعاد الاولاد”.

ما يحصلُ في لبنان يشكّل أعجوبة حقيقيّة، فالصمودُ في وجه الأزمة يحتاج إلى نفسٍ أكثر من طويل، ونَفَسُنا تخطّى المعقول..
فمن النار نخرج ذهبا، ونصنع من بعض المهن التي هي أقرب إلى الهواية… ذهبًا أيضاً.

mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى