اخبار محلية

خطة برّي الجهنمية لتطيير جهاد أزعور

مهما تحدث الرئيس نبيه برّي عن عدم تأثره بالتهديد الخارجي والداخلي، ومهما رفع من مستوى الحرب النفسية الدائرة بينه وبين قوى المعارضة، لم يعد خافياً أن برّي ومن خلفه “حزب الله” يعيشان حالةً من التوجّس، كي لا نقول الخوف.

لم يكن في توقعات أو حسابات الثنائي الشيعي أن تتوافق قوى المعارضة مع “التيار الوطني الحر” على إسم الوزير السابق جهاد أزعور، وأن يحمل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، ترشيح أزعور معه إلى باريس. الواقع المستجد شكّل صدمة في ارجاء عين التينة وحارة حريك، وقد وصفه أحد المعنيين بالأمر “المقلق”.

لكن بما أن الرئيس برّي هو الأكثر إحراجاً بين الداعمين لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، على اعتبار أنه حدّد منتصف حزيران توقيتًا لانتخاب رئيس الجمهورية، وبما أنه أصرّ على استفزاز القوى المسيحية وتحميلها مسؤولية التعطيل بسبب عدم اتفاقها على مرشّح، بات برّي مُلزماً بالمواجهة، وأخذ على عاتقه مهمة تطيير جهاد أزعور.

يسعى برّي وفق خطته الجهنمية إلى تكبير وتظهير الحالة الوسطية في مجلس النواب. ويريد من الذين يتمترسون في الوسط أن يجاهروا بمواقفهم، “لسنا مع فرنجية ولن ندعم أزعور”. هذه المواقف التي ستعلن في وسائل الإعلام يريد برّي من خلالها التأكيد على نظريته أن جلسات الإنتخاب لو حصلت ستكون على شاكلة الـ 11 جلسة التي عقدت سابقاً، لأن أي مرشح ليس بمقدوره تجاوز عتبة الـ 60 صوتاً.

الحالة الوسطية في المجلس النيابي تتمثل ب”اللقاء النيابي المستقل” الذي يضم 10 نواب وكتلة النائب السابق وليد جنبلاط التي تضم 8 نواباً، إضافة إلى نائبي صيدا عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وبعض النواب التغييرين والمستقلين الرافضين لترشيح أزعور.

حين تخرج الأصوات الوسطية إلى العلن، ويتبيّن أن جلسات الانتخاب لن تولد رئيساً للجمهورية، ينجح برّي في تدعيم موقفه من عدم الدعوة إلى عقد جلسة. ويبدو أن رئيس حركة “أمل” تلقى تطمينات من حليفه وليد جنبلاط أن “اللقاء الديمقراطي” لن يصوّت لأزعور، فضلاً عن أن برّي لا يزال ينتظر الإعلان الرسمي لترشيح جهاد أزعور من قبل القوى المسيحية.

وبحسب مصدر نيابي بارز، في حال أصبح هناك إعلان تأييد لأزعور من عدة كتل نيابية، يصبح رئيس مجلس النواب مجبراً على الدعوة لعقد جلسة انتخاب، لكن في أفضل الأحوال تشهد الجلسة دورة اقتراع واحدة ليصار إلى تطيير نصاب الدورة الثانية تماماً كما حصل في السابق، لنصبح أمام واقع قديم – جديد سيزيد من تدهور أحوال لبنان واللبنانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى