اخبار محلية

“قرار خاطئ”… هل بدأ التراجع التكتيكي؟

رأى المحلل السياسي بشارة خيرالله، أن “زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت تتّخذ الطابع الجدي كونها تنمّ عن نوع من إعادة النظر في السياسية الفرنسية تجاه الملف الرئاسي”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، قال خيرالله: “عندما يستبدل الموفد، يعني ذلك أن الدولة الفرنسية بدأت تستشعر عدم صوابية المسلك القديم، وهذا الأمر لا يمكن أن يعلن في الظاهر ولا تعترف به الدول، لكنّه مؤشّر إيجابي فيما يختص بالعلاقة اللبنانية الفرنسية، التي يفترض أن تكون قائمة على الإحترام المتبادل”.

وشدّد على أن “لبنان ليس في فترة إنتداب، فنحن في فترة مودّة يكنّها الشعب اللبناني للدولة الفرنسية، شرط أن تحترم الدولة الفرنسية الأصول اللبنانية والإرادة اللبنانية، وهذا ما عبّر عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والذي كان له الأثر في تغيير الموفد والذي أتى بعد زيارة الراعي إلى فرنسا مباشرة، مما يعني ان الدولة الفرنسية استشعرت بخطورة الوضع القائم”.

وأضاف، “فرنسا استشعرت بخطورة التمسك بمرشّح يحوز على أقلية قليلة من تأييد المسيحيين، في مواجهة أكثرية ساحقة من المسيحيين لا تريد السير بهذا المرشّح لأنهم ضد المسار السياسي الذي ينتهجه، وضد الفريق الذي رشّحه والذي يحاول أن يفرضه فرضاً على كل اللبنانيين وليس فقط على المسيحيين، فهناك غالبية سنية ترفض، وأيضاً الشريحة الأساسية والوحيدة عند الدروز ترفض، فهذه عملية فرض كانت تشارك فيها الدولة الفرنسية إلى حدّ ما ويبدو انها عادت عن القرار الخاطئ”.

وتابع، “لا أعتقد ان هناك تطورات إيجابية قريبة، فالإيجابية الوحيدة هي أن فرنسا بدأت بتبديل رأيها، وإن لم تتبدّل مواقف القوى المتمسّكة بفرنجية على قاعدة إما هو وإما شغور طويل”.

واعتبر أنه هنا يقع مكمن الخلل، وطالما مفتاح المجلس والسلاح بيد فريق واحد حكمًا لن يتبدل الموضوع سريعًا باتجاه الذهاب إلى الإحتكام والديمقراطية التي تقتضي فتح أول دورة وثاني دورة وثالث دورة وعدم الخروج من المجلس إلا برئيس جمهورية، وهذا الأمر لم نشهده في الجلسة الماضية، وما رأيناه هو عملية فوضى عارمة وهرج ومرج عن سابق تصور وتصميم”.

وختم خيرالله بالقول: “حزب الله أثبت للبنانيين انه يتمسّك في خياراته ولو “خربت البصرة” وهذه مشكلة كبيرة يدفع ثمنها الشعب اللبناني والدستور اللبناني، والمؤسسات في لبنان، وإقتصاد لبنان”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى