خلافاً لكل ما هو متداول من انطباعات عن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فإن وقائع اليوم الثالث من لقاءاته مع رؤساء وأعضاء الكتل النيابية كافةً والحوار الصريح بينه وبين القوى والمرجعيات السياسية والحزبية، تؤشر إلى انعطافة لافتة في حركة الديبلوماسي الفرنسي، الذي “استنزف” ما في جعبة كل مسؤول ونائب وكتلة ومرجعية، من ملاحظات وتحفظات وتأييد للمرشحين المعلنين كما غير المعلنين لرئاسة الجمهورية.
ووفق معلومات تكشفها مصادر نيابية مخضرمة ل”ليبانون ديبايت”، فإن لودريان، قد سعى في مهمته التي تحمل عنوان استطلاع المواقف من الملف الرئاسي، إلى استيعاب وتحديد أسباب المعارضة للخيارات الرئاسية المطروحة بالتوازي مع استشراف إمكان نجاح خيارات جديدة لم تطرح بعد وحظوظ قبول هذه الخيارات من قبل الفريقين الأساسيين على الساحة الداخلية.
وتُفيد المعلومات النيابية، أن الجميع قد كرروا “المعزوفات” نفسها التي تتردد منذ بدء جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وتوقفوا عند ثوابتهم إزاء الملف الرئاسي، حيث أن ما من جديد يُضاف إلى ما بات يعرفه الجميع في الداخل والخارج، وبالتالي فإن لودريان قد استند في أسئلته إلى المعطيات المتداولة.
وأمّاعن نموذج الأسئلة التي طرحها الزائر الفرنسي، تكشف المعلومات أنه طرح مجموعة أسئلة تتعلق بأسباب تمسّك كل فريق بمرشحه الرئاسي، وبمشكلة كل فريق مع المرشّح المنافس لمرشّحه، والتصور لدى كل جهة بالنسبة للخروج من الأزمة الراهنة، وبمدى جهوزية الأطراف الداخلية للذهاب إلى حوار، ومساحة الإنفتاح على مرشّحين جدد، ولكن من دون أن يقدم أي طرح واضح أو نهائي، بل اكتفى بتسجيل ملاحظات وتعليقات الجميع، على أن يقوم بجمعها لاحقاً لتشكّل مسودة اقتراح في فترة لاحقة.
لكن الأسماء لم تغب عن أسئلة لودريان المكثّفة للنواب في لقاءاته الماراتونية بالأمس في قصر الصنوبر، بحسب المعلومات التي تقول إنه استفسر بالدرجة الأولى وبشكلٍ مركّز عن قائد الجيش العماد جوزف عون، وذلك لجهة تحديد أسباب تأييد ترشيحه أو معارضته، حيث بدا واضحاً أن اسمه قد تردد أكثر من مرة وذلك بالنسبة لاحتمال أن يكون انتخابه هو الحل، كما أنه حاول أن يستفهم عن مبررات رفض ترشيح سليمان فرنجية من المعارضة، بالإضافة إلى استطلاع المواقف من الوزير السابق زياد بارود، بينما كان من اللافت في هذا الإطار أن الغائب الأكبر كان الوزير السابق جهاد أزعور.
وانطلاقاً ممّا تقدم، تلفت المعلومات إلى أن النتيجة الأولية للحراك الفرنسي، تمثلت بطي صفحة جلسة 14 الجاري ومعها صفحة أزعور، وبالتالي التسليم بأنه لن يشكّل الحل المنشود، بعدما تبيّن أن الهدف من ترشيحه “تسجيل نقطة على الفريق المؤيد لفرنجية”.
ولكن ماذا بعد الزيارة الأولى؟ تقول المعلومات إن لودريان سيعود بعد نحو شهر إلى بيروت، وذلك بعدما يكون قد وضع تصوّره للتسوية الرئاسية وفق خلاصاته من بيروت.
ليبانون ديبايت