يكتسب تحريك واشنطن عجلاتها على خط الاستحقاق الرئاسي، وفي لحظة انخراط لبنان بكل أطرافه السياسية بالحراك الفرنسي الأخير، أكثر من طابع ودلالة محلية ودولية، لأن التلويح الأميركي بالمواصفات الرئاسية المتفق عليها خلال اللقاء الثلاثي الذي جمعها مع باريس والرياض، يعكس ووفق معلومات ديبلوماسية، اقتراباً من قبل المعنيين بالملف الرئاسي، من الخطوط الحمراء والتي استدعت الدخول الأميركي إلى المشهد الداخلي ولو عن بعد.
فالرسالة الأميركية، تهدف ومن حيث التوقيت بالدرجة الأولى، إلى رسم حدودٍ لأي تسوية قد يكون الموفد الرئاسي الشخصي الوزير السابق جان إيف لودريان، ينسج خيوطها حالياً، وذلك خصوصاً في حال انطوت على تنازل سياسي أمام طهران على الساحة اللبنانية، تبدأ به فرنسا، وينسحب على دول اللقاء الخماسي، وذلك في ضوء التوافق الأخير بين باريس والرياض، والذي جعل من الأخيرة على الموجة ذاتها مع الإليزيه، بحسب ما تؤكد المعلومات لـ”ليبانون ديبايت”، ذلك أن واشنطن لم تقل كلمتها بعد في مشروع التسوية الفرنسية، وقد حددت ملامحها السفيرة الأميركية دوروثي شيا، عبر التذكير بموقفها في العام 2022، عندما أعلنت أن المرشّح الرئاسي يجب أن يكون إصلاحياً وقادراً على العمل مع الأطراف الدولية والإقليمية وحتى الداخلية، من أجل وضع لبنان على سكة التعافي.
ووفق المعلومات، فإن السفيرة شيا، التي غابت عن عشاء “الديبلوماسية المستدامة” في السفارة السعودية، والذي شكّل مناسبةً لعرض تطورات الملف الرئاسي، بين سفراء دول اللقاء الخماسي، أرادت تكرار موقف بلادها من المساعي الجارية داخلياً وإقليمياً ودولياً، وإطلاق إنذار مبكر.
ورداً على سؤال حول الجهة المستهدفة من “الإنذار” الأميركي، تقول المعلومات الديبلوماسية: “إن باريس هي الهدف المباشر والرياض ودول اللقاء الخماسي بشكلٍ غير مباشر”.
أمّا الهدف منه، فهو حجز موقعٍ لواشنطن في أي تسوية مرتقبة، بدأ الإعداد لها في الحركة المكوكية لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بين طهران وباريس أخيراً.