تفاصيل التقارب بين جنبلاط وباسيل!
من العناوين السياسية البارزة في المرحلة الحالية والمرتبطة بشكل أو بآخر بالأزمة الرئاسية الراهنة هي التقارب اللافت بين “الحزب التقدّمي الاشتراكي” و”التيار الوطني الحُرّ”، وهذا التقارب لم يحصل في السابق منذ العام 2005 حتى منذ ما قبل عودة “الجنرال” ميشال عون من المنفى.
وبعكس عمليات التقارب التي تحصل بين “التقدّمي الاشتراكي” و”قوى المعارضة” فإنّ النائب تيمور جنبلاط لا يقود العلاقة الودّيّة بين حزبه وبين “الوطني الحرّ” إذ إن هذا الأمر كان قد بدأ قبل تولّي جنبلاط الإبن صلاحيات كبرى في الحزب وداخل كتلة “اللقاء الديمقراطي”. وقد أسّس النائب وليد جنبلاط لذلك منذ اللقاء الشهير الذي جمعه برئيس “التيار” جبران باسيل والذي طُرح خلاله ترشيح عدّة شخصيات لرئاسة الجمهورية حيث التقى الطرفان حول العديد من النقاط المشتركة والرؤى الاستراتيجية المتطابقة المرتبطة بالمرحلة وعلى المدى المتوسّط.
يتوافق الطرفان بشكل أساسي على ضرورة عدم الانزلاق إلى الانقسام الحالي بين الفريقين المتنازعين، وبالرغم من أن “الاشتراكي” و”الوطني الحر” باتا اليوم الى جانب “قوى المعارضة” في ترشيحها للوزير السابق جهاد أزعور، إلا أنهما في واقع الأمر لا يفضّلان الذهاب الى رئيس طرف في هذه المرحلة الحساسة، بل يفضّلان شخصية وسطية في ظلّ التطورات القائمة في المنطقة.
وتقول مصادر سياسية متابعة أن العنوان الأساسي للتقارب هو المرشح الثالث، كذلك يتقاطع الطرفان على فكرة مراعاة “حزب الله” إذ إنهما ورغم اصطفافهما في الضفّة المقابلة “للحزب” لا يرغبان بإزعاجه وخوض معركة “كسر عضم” معه أو حتى الإتيان برئيس يرفضه “الحزب” لأي سبب من الأسباب. وتضيف المصادر أن التقاطعات المشتركة بين “ميرنا الشالوحي” و”المختارة” تتضمّن أيضاً رفض دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، علماً أن الرفض المطلق الذي يتمسّك به باسيل لا يقابله رفضٌ مماثل ونهائي من قِبل “الحزب الاشتراكي” الذي يراهن كثر على عودة تحالفه القديم مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي والتصويت لفرنجية في لحظة سياسية ما.
المصدر: لبنان 24