مسعى رئاسيّ جديد
كتبت “المركزية”:
بات من المؤكد ان المسار الجديد سياسيا ومعيشيا واقتصاديا في ضوء ما اسفرت عنه جلسة الانتخابات الرئاسية الاخيرة اضحى رهن ما ستقوم به الدول المعنية بالوضع اللبناني ولا سيما فرنسا التي اوفدت وزير خارجيتها الاسبق جان ايف لودريان الى لبنان، عدا بعض المبادرات الداخلية الي يقوم بها اكثر من طرف بهدف الوصول الى توافق على اسم مرشح رئاسي خارج الاصطفافات والاتهامات والتشهير . علما ان ما بعد جولة لودريان اللبنانية سيكون غير ما قبله ذلك ان فرنسا خلطت على ما يبدو اوراق اللعبة وبدأت تبحث عن مقاربات وحلول جديدة حملها موفدها الى بيروت بعدما اتضحت صورة المشهد الانتخابي في الجلسة الثانية عشرة الاخيرة عبر اوراق التصويت وما حصده كل من مرشحي الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والقوى المتقاطعة على الوزير السابق جهاد ازعور وتأكد الجميع بالنتيجة ان لا رئيس في ظل هذه الانقسامات وتاليا ضرورة توجه المقاربات الجديدة داخليا وخارجيا نحو خيار ثالث متوافق عليه.
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب احمد رستم يقول لـ “المركزية”: “كنا كتكتل سباقين في الدعوة الى الحوار والتوافق وهو ما لاقانا اليه الوزير لودريان بعد لقاءاته مع القيادات السياسية. منذ 10 اشهر وتحديدا منذ بدء الشغور الرئاسي ونحن ننادي بوجوب الالتقاء على خيار رئاسي جامع لان من دونه لا قيامة لهذا البلد. لنفترض ان فريقا من الاثنين المتنافسين استطاع توفير الفوز لمرشحه هل بالامكان في هذه الحال تكليف وتأليف حكومة؟ بالطبع لا. السنوات والعهود السابقة خير دليل على ذلك حيث تكاد فترات الشغور رئاسيا وحكوميا وتعطيل عمل السلطات والمؤسسات توازي ان لم تضاه ايام الاتفاق والعمل كما في العهد الاخير الذي اعترف بنفسه بعدم تمكنه من العمل والانتاج نتيجة ما واجهه”.
ويتابع ردا على سؤال: “ان طرح الحل كسلة كاملة متكاملة من شأنه للاسف ارضاء جميع القوى المتحكمة بمفاصل البلاد، والى حين توفير البديل للنهج السائد نؤيد نظرية ان ليس بالامكان افضل مما كان رأفة بالشعب المقهور المتطلع لتأمين الحد الادنى من العيش اللائق والكريم”.
ويختم داعيا الى اعلاء مصلحة لبنان فوق كل اعتبار والى وجوب الالتحاق بالمسيرة التصالحية التي ارساها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وتتوسع اليوم لتطال معظم دول المنطقة حتى التي كانت متخاصمة كاشفا عن مسعى لتكتل الاعتدال بغية تقريب وجهات النظر المتباعدة بين القوى المحلية.