أين تتبخَّر مليارات الصّيف؟
كتبت جيسيكا حبشي في موقعmtv:
بدأ صيف لبنان بزخمٍ كبيرٍ، ومعه انطلقت صافرة وصول رحلات وفود المُغتربين اللبنانيّين والسيّاح من مُختلف بلدان العالم لقضاء عطلهم في ربوع بلد ينهار كلّ شيء فيه سوى قطاع السياحة الذي يسيرُ عكس تيّار الأزمة، وبسرعة قياسيّة!
“صيفُ المليارات”، هكذا يتوقّع الاقتصاديّون والعاملون في القطاع السياحي، ولكن كم ستبلُغ غلّة صّيف 2023؟ وأين تتبخّر كلّ سنة هذه المليارت التي يُمكن أن تُساهم بشكلٍ كبيرٍ في خلاص اقتصاد لبنان؟
يُشير مدير معهد دراسات السوق د. باتريك مارديني الى أنّ “عائدات السياحة طوال عام 2023 قد تُقارب الـ5 مليارات دولار وربّما أكثر، والأكيد أنّ صيف لبنان سيكون حافلاً والحجوزات في كلّ القطاع تُثبّت التوقّعات الاقتصادية”، مُضيفاً، في حديث مع موقع mtv: “القادمون الى لبنان هم في غالبيّتهم من المُغتربين، وللأسف لم نعُد وجهة أساسيّة لاستقطاب السيّاح من بلدان الخليج العربي والبلدان الأوروبيّة رغم حضور أعداد منهم”.
وفي سيّاق مُتّصل، يلفت مارديني الى أنّ “جزءاً من أرباح الصّيف يذهب الى الاستيراد الذي يعتمد عليه لبنان خصوصاً في ظلّ الاستهلاك الكبير مع وجود السيّاح، وجزءٌ من هذه الأرباح يعود الى دفع الرواتب والأجور في القطاع السياحي ولأصحاب المؤسّسات السياحيّة الذين يعتمدون على موسم الصّيف للصمود طوال أشهر السّنة”، مُردفاً “أمّا الجزء الثالث من العائدات فتستفيد منه الدّولة اللبنانيّة عبر الضرائب وخصوصاً ضريبة الـTVA، بالإضافة الى الضرائب على الدّخل وعلى المحروقات، والرّسوم التي تُفرض على المؤسّسات الجديدة التي تفتح أبوابها، أما الاستفادة الكبيرة التي تُحقّقها الدّولة فهي من خلال رسوم المطار وتذاكر السّفر، وأسعار التذاكر الخياليّة هي أكبرُ دليل على الأرباح الكبيرة في هذا القطاع”.
ولكن لماذا لا تستفيد الدّولة من هذه المليارات؟ يُجيب مارديني: “بكلّ بساطة لأنّ الدولة في غيبوبة ولم تُنجز أيّ إصلاح حتّى اليوم، والقطاع السياحي هو الوحيد الذي يُبقي بلدنا صامداً”.