كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
يحلّ عيد الأضحى المبارك على اللبنانيين وسط الهموم الكثيرة التي لا تتوقف فقط على الماديات منها… غير أنه، ورغم كل المشاغل والازمات، يبقى مساحة دائمة للترفع عن كلّ شيء وجعل الآتي من الأيام فرصة للأمل والتأمل.
في الرمزية، يُعدّ هذا العيد ذكرى لقصة ابراهيم الذي طلب منه الله التضحية بابنه اسماعيل، قبل أن يعود ويأمره بذبح الأضحية بدلا من إبنه، ومن هذا المنطلق جاءت تسمية عيد الأضحى، حيث يقوم المؤمنون بتقديم المساعدات والأضاحي إلى الفقراء والعوزة، كما أن الحج إلى مكة المكرّمة يُعتبر من أبرز الشعائر.
يوضح رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ هادي العريضي أن الدروز توقفوا عن الحج بسبب ظروف مرّت عليهم، وقد صدر قرار بذلك منذ قرابة الـ300 عام، مشيرا إلى دعوةٍ أرسلتها المملكة قبل عامين إلى مشيخة العقل، وقد ذهب وفد من علماء الدين وأدّوا العمرة، فبات هو التقليد المتّبع.
ويلفت الشيخ العريضي، في حديث لموقع mtv، إلى أنه في الليالي العشر التي تسبقُ عيد الأضحى، ينصرف المؤمنون إلى الصلاة والنذورات والصوم على أن يتم ذلك بشكل مستحبّ وليس على شكل فريضة، كما أنهم يخلعون عنهم ثوبَ التكبّر والحقد لاستبداله بالتواضع والعبودية.
الطقوسُ الدينية تقام بشكل دائم في الليالي العشر، ويقصد المؤمنون المجالس والخلوات من أجل سماعٍ المواعظ الدينية، ولا يوفّر كثيرون هذه المناسبة من أجل مصالحةِ الاحباء الذين أبعدتهم الأيام أو الظروف أو المشاكل، فتضجّ المنازلُ بالزيارات، والقلوبُ بالفرح والمحبة، لكأنها “عملية نهضوية”.
ورغم أن الازمة الاقتصادية أطاحت بالكثير من عاداتنا وتقاليدنا إلا أنها لم تقوَ على المجتمع الدرزي في الجبل الذي أبعد عنهُ هذا الكأس من خلال التكاتف والتواصل المستمر بين أبنائه، فبان ذلك واضحا خلال أزمة كورونا وفي عزّ أسوأ أزمة يمرّ بها لبنان.
معمول العيد وكعك العيد، لا يغيبان عن المنازل في “الأضحى”، ولو بات تحضيرهُ يحتاجُ ميزانية يُحسب لها ألف حساب.. لأنّ بركة العيد “مِنّو وفيه” وأقوى من كلّ أعاصير السياسة والاقتصاد.