من المستغرب أن تقوم بعض وسائل الإعلام المعروفة والتي لها وضعية جيدة ومحترمة في لبنان بالترويج لأفكار لا تمت للحقيقة والعلم بصلة.
فإذا كانت هذه الوسائل تحترم ما يدلي به الشخص الذي تجري معه المقابلة، إلا أنه من غير المنطقي أن يتم محاورة هذا الشخص عن أمور لها علاقة وثيقة بالإقتصاد وتتطلب محللين وخبراء اقتصاديين، في حين أن هذا الشخص هو صحافي غير متخصص بالإقتصاد.
أما أن يتحدث بثقة تامة عن أن سعر صرف الدولار الحقيقي في لبنان حالياً هو 25 ألف ليرة، فهذا أمر غير مسبوق وغير منطقي لا بل يتناقض كلياً مع مسار الأزمة الإنحداري وتداعياتها الكارثية على مختلف المستويات خصوصاً على المستوى النقدي، كما أنه مناقض لكل كلام المحللين والخبراء وكبار الإقتصاديين.
نعم، كنا نتمتى أن يكون هذا الكلام صحيحاً، لكن في الواقع الإقتصادي السعر الذي تحدده السوق الموازية هو الأصدق، كما أن إنخفاض إحتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية إلى حوالي 9,3 مليارات دولار جراء تدخل المركزي من خلال التعاميم للجم إنهيار العملة الوطنية، هو أكبر دليل على صعوبة الوضع النقدي.
مما لا شك فيه، أن إزدهار موسم السياحي في الصيف سيؤدي إلى ضخ حوالي 3 مليارات دولار، وهذا رقم كبير جداً نسبة للبنان وخلال فترة قصيرة، سيؤدي حتماً إلى عرض الدولار وبالتالي الضغط لخفض سعره في السوق الموازية.
لكن وبحسب خبراء إقتصاديين فإن تأثير الأجواء الإيجابية على المستوى السياحي لن يؤدي إلى خفض الدولار إلا حوالي بضعة آلاف من الليرات ليبقى قرب الـ90 ألف ليرة.
Leb Economy