لا توجد صيغة سحرية لتحقيق الثراء، إلا أن الخبراء يؤكدون أن بناء ثروة لا يعد حلماً بعيد المنال، حيث يمكن للإنسان بمقوماته وقدراته الأساسية، أن يصل للثراء خلال فترة لا تتعدى الخمسة عشر عاماً، ولكنه ولرفع حظوظه في تحقيق هذا الحلم، يجب عليه الابتعاد عن بعض العادات المالية التي تمنعه من تنمية ثروته.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور بيار الخوري في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه إذا كان هدف الفرد في الحياة هو أن يصبح ثرياً، فإن أفضل ما يمكن القيام به، هو تبني أسلوب تفكير الأغنياء من رواد أعمال ناجحين، والابتعاد عن 6 عادات تحد من فرص تحقيق الثراء.
ووفقاً الخوري فإن “الاعتقاد بأن الثروة تأتي بالحظ” هي من أكثر العادات والمعتقدات الشائعة، التي تلعب دوراً كبيراً في الحد من فرص تحقيق الثراء، لافتاً إلى أن كل إنسان يصنع حظه بيده، فحتى أعظم النجاحات التي تبدو أنها تحققت بين ليلة وضحاها، كانت وراءها سنوات من العمل الجادّ، وبالتالي فإن من يريد أن يكون غنياً، عليه التحلي بالصبر وعدم الاستسلام، وإدراك أن الأفكار هي ما يصنع الثروة وليس الحظ، فبينما يتحدث معظم الأشخاص عن شراء سيارات جديدة وعن مشاهدة الأفلام، يقوم من يريد أن يصبح غنياً بالتفكير في كيفية إنتاج السيارات والأفلام لبيعها وتحقيق الأموال، فالثروة لا تأتي بالحظ أو بالصدفة بل بالجهود المتراكمة والمستمرة.
هذا ورأى الخوري أن عادة “ادعاء الأفراد بفهم كل الأحداث” التي تجري في عالم المال والاستثمار، هي ثاني أكثر العادات التي تحد من إمكانية الوصول للثراء، إذ إن كل شخص يسعى لتحقيق ثروة، عليه أن يجتهد في محو أمّيته المالية، والحصول على مساعدة من مرشد قد يكون أحد الناجحين في عالم الاستثمار والأعمال أو أحد خبراء الاقتصاد، أو ربما كتاب أو مجلة تتناول الشأن المالي والاقتصادي، مشيراً إلى أن ذلك سيمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مالية سليمة طوال حياتهم، وعدم الوقوع في فخ الاستثمار الفاشل، فتنمية الثروة بحاجة إلى علم واجتهاد وقراءة واستنتاج ومتابعة يومية للأحداث.
كما شدد خوري على أن عادة “التنكر بمظاهر الثراء” عبر اللجوء للقروض المصرفية أو مختلف أشكال الدين، هي ثالث أكثر العادات التي تحد من الوصول للثراء، خاصة في حال تحول الدين إلى نمط حياة، ما يدخل الفرد بنمط عيش متراجع، تصبح الأولوية فيه، كيفية تسديد الأقساط وفوائدها، مشيراً إلى أن الدين أو القروض، تتيح للأشخاص التنكر بمظاهر الثراء، ولكنها فعلياً تبقيه فقيراً مدى العمر.
ولفت الخوري إلى أنه على من يريد السير في طريق الثراء، أن يعيش بأقل من إمكانياته في البداية، وادّخار الأموال ليبدأ في الاستثمار في مرحلة لاحقة.
كما اشار الى ان الشعور بالخوف، يجعل العديد من الأشخاص يقعون في عادة “حب حساب التوفير في المصرف”، وهي العادة التي تجعل من الصعب تحقيق حلم الثراء، فتكديس الأموال في الحساب المصرفي فقط، وعدم القيام باستثمارات أكثر فائدة، يؤدي إلى فقدان الأموال لقيمتها، وذلك بفعل التضخم وانخفاض قيمة العملة، والمخاطر التي يتعرض لها القطاع المصرفي العالمي بين فترة وأخرى، وبالتالي فإن الكثير من المال المدخر، هو علامة على الخوف، وعدم الاستعداد لتحمل القليل من المخاطرة الذي يساعد في تحقيق ثروة.
وعن القول إن “تحقيق الثروة يحتاج للكثير من المال”، قال: هي خامس عادة تمنع تحقيق الأفراد للثروة، لافتاً إلى أن تحقيق الثروة لا يحتاج لفائض من المال، فمثلاً الاستثمار بمبلغ ضئيل وبحكمة في سوق الأسهم، قد يتيح للفرد بناء ثروة على المدى الطويل، في حال كانت استثماراته ذكية في هذا المجال، مع ضرورة التذكير دائماً، بأن ارتكاب أي خطأ استثماري في البورصة، قد يؤدي إلى فقدان جزء كبير من الأصول.
ووفقاً للخوري فإن العادة المالية السادسة التي تمنع الفرد من تنمية ثروته، هي “انتظار الوقت الأفضل للاستثمار في السوق”، مشدداً على أنه إذا كان الفرد يرغب في كسب المزيد المال، والمضي قدماً في الحياة، يجب أن يكون على استعداد للخروج من منطقة الراحة الخاصة به، وعدم الانتظار طويلاً للاستثمار، فمحاولة تحديد “الوقت الأفضل في السوق”، من خلال المراهنة على أن أسعار الأسهم أو العقارات، ستستمر في الانخفاض هي لعبة خاسرة، فكلما تم الإسراع في البدء بالاستثمار، كلما زاد الوقت الذي يمكن خلاله أن تنمو فيه الأموال.